عقد مشروع التسوية الذي غرقت فيه (م.ت.ف) عديدة. 20 عامًا أو أقل بقليل من المفاوضات المباشرة حاولت فك عقد التسوية، ولكن لم يصل الطرفان إلى مخرجات مقبولة أو مرضية. بعد عشرين عامًا من التفاوض، وبعد انتهاء ولاية بل كلنتون، وولاية جورج بوش بمجموع 16 عامًا، وبعد انتهاء ولاية أوباما الأولى بأربع سنوات كاملات، يطلب كبير المفاوضين صائب عريقات المجتمع الدولي، وبالذات إدارة أوباما أن تأتيهم بجملة واحدة موقعة من نتنياهو تقول: "إن نتنياهو يقبل بحل الدولتين على قاعدة 1967).؟ تخيل أيها الفلسطيني الثائر, الذي فجر أطول ثورة في التاريخ المعاصر، وفجر أعتى ثورة في التاريخ المعاصر، أن من يتسلم قيادتك وقيادة مستقبلك لم يستطع حتى الآن ورغم أطنان الكلام والأوراق عن مفاوضات السلام والتسوية –الحصول من دولة الاحتلال على جملة واحدة هي: (حل الدولتين على قاعدة 1967)؟ ما هذا الذي يحصل لأقدس ثورة، ولأقدس أرض، ولأكرم شعب، يفتخر العالم كله بتضحياته، وبشهدائه، وبأسراه، وبمثقفيه، وبجامعاته، وبشعرائه وعلمائه؟ ما هذا الذي يحصل على مستوى القيادة السياسية الفلسطينية التي غرقت في بحر الظلمات، وأغرقت معها الشعب الفلسطيني في بحر لجي يغشاه موج المراوغة الصهيونية، ومن فوق الموج موج، ظلمات بعضها فوق بعض، إذا أخرج الفلسطيني يده لم يكد يراها، من لم يجعل الله له نورًا فما له من نور. 20 عامًا، شهدت هلاك إسحق شامير، وإسحق رابين، وفالج شارون، وسقوط كاديما، وعودة الليكود ونتنياهو، والمفاوض الفلسطيني قائد مشروع الغرق المؤبد يستجدي هؤلاء ومن خلفهم المجتمع الدولي، (لله يا محسنين- حل الدولتين)؟! (لله يا أوباما العزيز: حل الدولتين)؟! اكتب والألم يعتصرني عصرًا، وأعلن أن القارئ سيعاني عند قراءة المقال مما أعاني وزيادة، ولأن الأمر لا يمكن تصوره، وهو فوق احتمال البشر الكريم، فهل هذا هو المصير الذي وصلت إليه أنبل ثورة عرفها التاريخ، ووصل إليه أعرق شعب استأمنه خالقه على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مسرى رسول الله، وأرض الشهداء، وعش الأنبياء، مَنْ الذي كتب لثورتنا هذا المصير البائس المزري، هل كتبه العدو بقوته وصلفه، أم كتبه المجتمع الدولي بلؤمه ونفاقه، أم كتبناه بأيدينا، وبفشلنا في إدارة الصراع، وبعمانا عن رؤية المستقبل والمصير. لا تلوموا غيركم، ولا تلوموا ربكم ولوموا أيها الشعب الكريم أنفسكم، وأعيدوا النظر في قيادتكم، وفي مشروعكم الوطني، وغادروا فورًا مائدة اللئام والمنافقين.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.