- كيان المحتل "الإسرائيلي" يدور في أتون أزمة داخلية طاحنة بين معسكر اليمين الفاشي والتيار العلماني المتهالك، يشهد مظاهرات بأعداد متزايدة، وفوضى سياسية عارمة، يقودها وزراء ومسؤولون متطرفون، في محاولة منهم لسن قوانين وتشريعات بنكهة الخاوة والصراخ بين أروقة الكنيست ("بن غفير" وبنبرة العربدة: "من لا يعجبه وجودنا في الكنيست فليخرج منه").
- للعلم، اليهود فسيفساء بشرية غير متجانسة منذ نشأة هذا الكيان، انعدام التجانس هذا سيدفع حتما للتصادم الداخلي، وذلك حال إصرار نتنياهو وحلفائه على التغيير المتعلق بمنظومة القضاء الحالية. هذه المغامرة وصفها وزير الحرب الأسبق غانتس بقوله: "التحالف الحكومي الحالي يذهب بنا نحو حرب أهلية".
- وهناك ائتلاف حكومي قائم على الابتزاز، تتخلله أزمة صلاحيات بين المؤسسات الأمنية والعسكرية والمرجعيات السياسية التابعة لها، ورئيس حكومة محمّل بملفات قضائية قد توصله للمحاكمة وانهاء حياته السياسية.
- ولطالما تفاخرت "إسرائيل" بحرية التعبير عن الرأي وحق التظاهر، لكن وزير الأمن القومي "بن غفير" وصف إحدى المظاهرات فقال: "لن نتسامح مطلقا مع الفوضويين بإشعال تل أبيب لقد أصدرت تعليماتي بعدم التساهل معهم"، استبدادية التصريحات تتصدر مشهد السياسية، رغم تحذيرات رئيس المعارضة يائير لبيد بقوله: "بعد نصف سنة من الآن ستكون "إسرائيل" مفككة من الداخل ومجتمعها مليء بالكراهية الداخلية"، وأضاف: "إن نتنياهو يذهب بنا للفوضى".
- فوضى الشارع "الإسرائيلي" تتسع خارج نطاق أحزاب المعارضة، لينضم لها نخبة من السياسيين والعسكريين والأمنيين المتقاعدين، في محاولة منهم لوقف نهج التطرف، لكن العنصرية اليهودية المتجذرة تضرب عمق العرق اليهودي، فسموتريتش وفي لحظة فوزه في الانتخابات نادى بـ"عدم منح الجنسية اليهودية لأحفاد اليهود الذين ولدوا خارج البلاد"، قاصدا فلسطين المحتلة.
- ختاما، في يوم ما دخل كلبٌ إلى متحف مليء بالمرايا، جدرانه وأسقفه وأبوابه وأرضيّته كلّها من المرايا، بسبب انعكاساتها، أصيب الكلب بصدمة كبيرة، فقد رأى أمامه فجأة قطيعا كاملا من الكلاب تحيط به من كلّ مكان، كشّر الكلب عن أنيابه وبدأ بالنّباح، فردّت عليه الكلاب الأخرى الّتي هي انعكاس له بالمثل، فنبح من جديد، وراح يقفز محاولا إخافة الكلاب المحيطة به، في صباح اليوم التّالي، عثر حارس المتحف على الكلب البائس ميتا، محاطا بمئات الانعكاسات لكلب ميت مثله، لم يؤذ أيّ أحد الكلب، لكنّه قتل نفسه بنفسه بسبب العراك مع انعكاساته !
إذن فهي "إسرائيل" التي ستقضي على نفسها بنفسها، فنتنياهو الذي نبح طويلا في يوم ما ضد المتطرفين، أصبحوا اليوم شركاءه الفاعلين في رسم سياسية الدمار والانهيار لهذا المحتل.