الإصرار المتكرر للسلطة على قمع المسيرات ومراسم تشييع الشهداء يؤكد أنهم لا يخدموا سوى الاحتلال وأعوانه ويحدوا من صمود الشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقوقه وأرضه، فالأصل أن تكون السلطة الفلسطينية هي الدرع الحامي والواقي لأبناء شعبها.
فحتى في الموت لا يرحمون، وبعد أن سرق الاحتلال روح منفذ عملية حوارة عبد الفتاح خروشة برصاصات غادرة تصمم السلطة على التنكيل والإجحاف بحق الشعب الفلسطيني وشهدائه، فلاحقوا مراسم التشييع وقمعوا جنازة الشهيد، ولكن لن تعي السلطة بأن الشهادة غاية يسعى إليها الشعب الفلسطيني كافة ويعمل على تحقيقها رغم كل التنكيل بالموت أو القمع.
فالأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية عمدت صباح اليوم إلى قمع جنازة تشييع القائد القسامي عبد الفتاح خروشة عبر إطلاق قنابل الغاز والصوت تجاه المشاركين، ما أدى لسقوط جثمانه الطاهر على الأرض.
وأعاقت مركبات أجهزة السلطة سير جنازة الشهيد، وأغلقت دوار الشهداء في نابلس ومنعت الجنازة من الوصول للدوار، في سعي منها لأهداف لا تخدم سوى الاحتلال.
إدانات فصائلية
وفي سياق هذا الفعل الشنيع تعاقبت الفصائل الفلسطينية في إدانة اعتداء أجهزة السلطة على جنازة الشهيد عبد الفتاح خروشة، الذي اعتبروه معيباً ولا يمثل أحد من أبناء الشعب الفلسطيني.
حركة حماس اعتبرت قمع أجهزة السلطة لمسيرة تشييع الشهيد خروشة جريمة وانتهاك صارخ لكافة القيم الوطنية والدينية والأخلاقية ندعو لمحاسبة المتورطين فيها.
أما الجهاد الإسلامي فقال إن الحركة تستنكر اعتداء أجهزة أمن السلطة في نابلس على موكب تشييع الشهيد البطل عبد الفتاح خروشة، الذي ارتقى عصر أمس إلى جانب عدد من الشهداء الأبطال، الذين تصدوا لعدوان عصابات الإجرام والقتل الصهيونية على مخيم جنين الباسل.
أبو أحمد فؤاد مسؤول العلاقات العربية والقومية في الجبهة الشعبية، بيّن أن هذه هي الترجمة الحقيقية لما جرى في" العقبة" كل اجتماع معهم وراءه مذبحة، برعاية أمريكية أولا، ومشاركة رسمية من بعض الأنظمة العربية بتعليمات أمريكية، المصيبة الكبرى هي أن السلطة شاركت، وصفقت لاتفاق العقبة، والنتيجة أمامهم وهي دماء غالية علينا.
وقال حزب الشعب على لسان عضو المكتب السياسي للحزب وليد العوض: "إن ما فعلته الأجهزة الأمنية في نابلس من قمع لجنازة منفذ عملية حوارة "الشهيد عبدالفتاح خروشة، مدان و غير مقبول على الاطلاق يتطلب التحقيق الفوري ، انه سلوك مرفوض يتعارض مع سلوك أبنائها الابطال الذين تصدوا أمس للعدوان في جنين وغيرها".
شعب يرفض العار
رسام الكاريكاتير الفلسطيني محمود عباس، نشر عبر صفحته منشورا قال فيه "إن عرشَك: سيفٌ وسيفك: زيفٌ، إذا لم تزنْ بذؤابته لحظاتِ الشرف".
أما الفلسطيني جهاذ عبدو قال: " سقط الجثمان وسقط معه كل النظام السياسي الفلسطيني وسقطنا نحن بتخاذلنا غير المبرر لاستمرار اغتصاب الحكم".
الناشطة الفلسطينية فريدة عزيز، نشرت فيديو لها قالت فيه: "الذي يريد أن يهدد فليهدد، فأرواحنا ليست أغلى من أرواح الشهداء ولا هم دمهم رخيص.. وأصبح يجب الخلاص من السلطة التي لا تسلم الشباب".
وكتب الناشط الفلسطيني سمير ناصر: " "على كلِّ فلسطيني أن يَستوعب أنّ أي صدام مع السلطة ليس صدامًا مع فلسطيني آخر، بل صِدام مع أداة من أدوات الاحتلال".
وعقب أحدهم بالقول: " انتم لا تخاصموننا انتم تخاصمون الله .. والله لن يقبل أن يهان عبده .. رفعت الأقلام وجفت الصحف".
ونشر الناشط نايف الرجوب على جدار صفحته قائلاً: " لم يسقط الشهيد فقد أخبر الله تعالى أن الشهيد عند ربه فقال: والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم ... فالذي سقط هو المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما اكل الكلب"