خبر: كارتر.. كلنتون.. أوباما...تنازلات ومسكنات.. أم انتفاضة جديدة
14 مارس 2013 . الساعة 10:49 ص بتوقيت القدس
في منتصف ديسمبر عام 1998 كانت ساحات وطرقات قطاع غزة تكتظ بالأعلام الأمريكية وصور الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، بينما كانت زنازين ومعتقلات الاجهزة الامنية لا تتسع لأعداد المعتقلين الذين حشروا فيها حشرا، عشية زيارة كلنتون غير المسبوقة إلى الأراضي الفلسطينية عبر قطاع غزة بالذات بحجة دفع عملية السلام والسعي لإنهاء النزاع التاريخي بين الفلسطينيين والصهاينة، حيث اصطف جميع قادة فصائل م.ت.ف كالديكور في استقبال كلنتون وصفقوا كالروبوتات فكانت النتيجة التصويت بالتصفيق على ادانة التاريخ النضالي للثورة الفلسطينية، والغاء ميثاق منظمة التحرير للسماح بالاعتراف بشرعية كيان العدو. فيما كانت زيارة الرئيس الامريكي جيمي كارتر مهندس اتفاقية كامب ديفيد الى قطاع غزة ابان الاحتلال الصهيوني استطلاعية للتعرف على وجهة نظر القادة الفلسطينيين المحليين حول الحكم الذاتي الذي نصت عليه اتفاقية كامب ديفيد ورفضه ياسر عرفات، حيث جلس كارتر في حينه مع رئيس بلدية غزة المرحوم رشاد الشوا في مطعم السلام على شاطئ بحر غزة المجاور لواحد من أكبر مخيمات اللاجئين في قطاع غزة مخيم الشاطئ، والتقطت الصور ووزعت الابتسامات مع وجبة السمك الفاخر على وجبة الغداء التي لم تخلف أي صدى سياسي. وقد وقف الفلسطينيون ابان هاتيك الزيارتين على رجل واحدة واستنفروا امنيا وسياسيا واستعدوا لقطف ثمار سياسية لصالح القضية الفلسطينية، في الوقت الذي تأتي فيه زيارة اوباما للاراضي الفلسطينية 2013م خالية من أي ترحيب أو تفاؤل بجدوى هذه الزيارة، فضلا عن الغضبة الشعبية التي من المتوقع ان تصاحب زيارة اوباما الذي سيتجنب زيارة عاصمة القرار السياسي الفلسطيني- رام الله- لصالح زيارة الأماكن المسيحية المقدسة في بيت لحم لاضفاء طابع ديني على الزيارة اكثر منه سياسي، الأمر الذي يجيء متطابقا مع التصريحات التي ادلى بها وزير الخارجية الامريكي جون كيري من أن اوباما لن يطرح مبادرات سياسية جديدة وسكيتفي بحث الجانبين على العودة إلى عملية المفاوضات حفاظا على مسار عملية السلام.!! فاذا كان الرئيس الامريكي لن يأتي بجديد إذا فسوف يكرر مواقف سابقة للرؤيا الصهيونية الامريكية والتي اصبحت لازمة ومحفوظة عن ظهر قلب من قبيل الحفاظ الامريكي على امن "اسرائيل" ويهودية الدولة وشرعية الاستيطان وشطب حق العودة ومساواة الشعب الفلسطيني و"إسرائيل" في تحمل المسؤولية. وعليه فالزيارة ستكون فرصة لتنسيق المواقف الامريكية الصهيونية بشأن الملفات ذات الاهتمام المشترك والتأكيد على عمق العلاقة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" من أجل ادخال العالم في متاهة جديدة والالتفاف على قرارات الشرعية الدولية في ظل غياب حكومة "نتنياهو" الجديدة من أي برنامج سياسي ولا رؤية لحل الدولتين رغم التصريحات المضللة بهذا الشأن. فهل لأي عاقل أن يراهن على هذه الزيارة في الوقت الذي تبحث فيه الادارة الامريكية لها عن مسمى "زيارة استكشاف"..!! وكأن العشرون عاما من المفاوضات والجولات العبثية لم تكن كافية لمعرفة الصراع العربي الفلسطيني..!! الأمر الذي يؤكد أن الادارة الامريكية مقتنعة ان المفاوضات يجب أن تستمر من أجل المفاوضات وليس من اجل انهاء الاحتلال ولا يوجد ارادة سياسية امريكية بالزام "اسرائيل" بالانسحاب من الاراضي المحتلة لان الولايات المتحدة الامريكية حيدت الامم المتحدة وصوتت ضد القرار الاممي باعتماد فلسطين دولة غير عضو بصفة مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأمر الذي زاد التعنت الصهيوني. جدير بالذكر ان المراقبين أجمعوا على أن جميع البرامج السياسة للأحزاب الصهيونية في الانتخابات الأخيرة لم تتطرق لحل الصراع الفلسطيني "الاسرائيلي"، بل استخدمت المفاوضات في إطار سياسة التضليل والخداع من أجل تكثيف الاستيطان وكسب الوقت، حيث تحولت المفاوضات إلى ادارة ازمة من اجل احتواء الصراع وليس حله. يأتي كل هذا في ظل التركيز السياسي والاعلامي الصهيوني المحذر من اندلاع انتفاضة ثالثة وكأنهم يهيئون الرأي العام الفلسطيني والدولي لاندلاعها لتكون حجة اخرى لتنصل "اسرائيل" من التزاماتها وهجمة عنصرية أخرى لابتلاع مزيد من الأرض وتنفيذ مخططات موسعة لتهجير الفلسطينيين من القدس والشروع الجدي في ابتلاع المسجد الأقصى لجهة تقسيمه ثم هدمه لبناء هيكلهم المزعوم. وما العناد الصهيوني في الافراج عن الاسرى الذين يشرفون على الموت في زنازينه.. وما الجرائم الصهيونية المتصاعدة بحق شعبنا وارتقاء شهداء كان آخرهم الشهيد الطيطي. وما قرارات جيش الاحتلال إلغاء ما يسميه "العفو" عن مطاردة نشطاء كتائب شهداء الأقصى الجناح المسلح لحركة فتح في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية . وما الاستفزازات الحادة والمتكررة بحق مقدساتنا كالاعتداء على القرآن الكريم وركله في باحة المسجد الأقصى والاعتداء على الطالبات الحرائر في باحات الأقصى إلا صبا للزيت على نار الانتفاضة التي تريد إشعالها لغرض خبيث في نفسها لتنفيذ مخططاتها في إنهاء ما تبقى من دور للسلطة والسيطرة الكاملة على الضفة الغربية خاصة وأن مكاتب الادارة المدنية تمكنت من اعادة الاعتبار لمكانتها في تعاملات المواطنين في الضفة. إلا أن الانتفاضة في ذات الوقت رغبة ومصلحة فلسطينية لتثبيت المقاومة كخيار لاستعادة الحقوق بعد عشرون عام فشل لخيار المفوضات.ولإفشال المخططات الصهيونية في ابتلاع الضفة الغربية وتهويد القدس وتهجير سكانها.ولتحشيد الأمة العربية مرة أخرى خلف القضية الفلسطينية خاصة بعد ما تاهت بوصلتها في اعقاب الربيع العربي.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.