تصاب الحامل بأعراض نفسية وجسمية كثيرة ومتراوحة خلال مرحلة الحمل الممتدة لتسعة أشهر، ومن بين الأعراض النفسية التي قد تتعرض لها الحامل الإصابة بالاكتئاب، وقد كثر تداول هذا المصطلح هذه الأيام، وبسبب ما ينتج عنه من مضاعفات:

أعراض اكتئاب الحمل

تصاب النساء بمعدل واحدة من بين كل عشر نساء بما يعرف باكتئاب الحمل.

ويبدأ الإحساس بالاكتئاب منذ تحول شهور الحمل الأولى إلى أيام من القلق والتوتر وتتطور الخلافات الزوجية على أتفه الأمور إلى حد لا يطاق، لدرجة أن المشاكل التي كانت موجودة قبل الحمل بين الزوجين تزداد حدة مع الحمل؛ مما يضفى الحزن والكآبة على الحامل وهي تعتقد أن الجنين هو السبب.

تؤدي التغيرات الهرمونية خلال فترة الحمل الأولى إلى شعور الحامل بالعصبية والتوتر والقلق بشكل لا تتحكم فيه، وقد يجعل تدفق الهرمونات في جسم الحامل في بداية الحمل أن تصبح عاطفية وتبكي بشكل غير عادي، وتعاني من تقلبات المزاج الشائعة أيضاً وهي من أعراض الحمل، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى.

عدم حصول الحامل على فترات نوم متواصلة وكافية يؤدي إلى زيادة عصبيتها التي تتفاقم وتتحول إلى اكتئاب.

وحدوث نقص في بعض العناصر والفيتامينات يؤدي لعصبية الحامل ومنها نقص فيتامين د قبل الحمل وأثناء التحضير له مما يجعل هذه العصبية تتطور إلى اكتئاب.

حدوث تغيرات على مستوى هرمونات السعادة بشكل فسيولوجي في جسم الحامل.

وتبدأ الحامل من المعاناة من ظاهرة "القطة القاتلة" حيث تكون الحامل في شعور أنها لا ترغب في رؤية طفلها إذا كانت حياتها صعبة، أو إذا كان لديها أكثر من طفل وحملت من جديد دون أن ترغب، فمثل هذه الحامل من شدة خوفها على مستقبل طفلها؛ تبدأ بالشعور بمشاعر القلق والتوتر وجلد الذات.

وقد تشعر الحامل أنها قد أصبحت غير جميلة وجذابة بالنسبة للزوج فتبدأ مشاعر وأعراض الاكتئاب تظهر عليها فتصبح كثيرة البكاء وسريعة الغضب وتواجه الانفعالات لأتفه سبب.

ومن أعراض اكتئاب الحمل حب الحامل للوحدة والانعزال وكراهية الضجيج.

كما قد تظهر لديها أعراض التحدث مع نفسها بسبب قلقها وتوترها.

تأثير اكتئاب الحمل على الطفل مستقبلاً

كشفت دراسة بريطانية حديثة أن تعرض الأم للتوتر أثناء فترة الحمل يؤثر على الطفل مستقبلاً حيث تؤثر على صحته العقلية وتؤدي إلى إصابته بالقلق والتوحد والوسواس القهري.

وكان من المعتقد قديماً أن توتر الحامل يؤثر عليها فقط، ولكن إجراء دراسات كثيرة ومنها دراسة بريطانية أجريت في كلية كينجز البريطانية توصلت إلى أن معاناة الأمهات من التوتر أثناء الحمل يؤدي إلى تغيرات في تطور المادة البيضاء المسئولة عن الجهاز العصبي لدى الأطفال، وحيث يتسرب هرمون الكورتيزول وهو هرمون التوتر من الرحم إلى المشيمة فيؤثر على الطفل مستقبلاً.

وقد أجريت الدراسة البريطانية من خلال توزيع استبيان على حوالي 250 سيدة اعترفن بأن فترة الحمل قد مرت بهن مع مشاكل نفسية وأسرية وعشن أجواء من التوتر والقلق.

كما لوحظ أن التوتر والقلق يؤدي لولادة الأطفال في الأسبوع الثالث والعشرين من الحمل إلى الأسبوع الثالث والثلاثين منه أي لا تكتمل مدة الحمل لدى الأمهات، وقد تم دراسة سلوكيات ونفسية هؤلاء الأطفال الذين تعرضت أمهاتهم للتوتر خلال فترة الحمل بهم. وتقول إحدى الباحثات القائمات على الدراسة إن هناك اكتشافاً تم التوصل إليه لأول مرة عن دور التوتر في انكماش أو تمدد المادة البيضاء، حيث تبين أن توتر الأم الحامل يؤدي إلى انكماش المادة البيضاء وتغير في تكوينها لدى الصغار بعد الولادة بسبب تأثير الهرمون المعروف بهرمون التوتر عليهم.

نصائح للتغلب على اكتئاب الحمل

وقد أوصت الدراسة البريطانية بضرورة مراعاة الأم الحامل لنفسيتها خلال فترة الحمل، والبعد عن كل ما يعرضها للتوتر سواء من الأجواء المحيطة بها أو المشروبات التي تزيد من التوتر والمحتوية على الكافيين بكل أنواعها.

كما أن على المحيطين بالأم مثل الزوج والعائلة أن يقدموا الدعم النفسي لها ومراعاة ظروفها النفسية.

وفي حال تعرض الحامل للتوتر والقلق فيجب أن تخضع لجلسات التفريغ النفسي مع أخصائي نفسي.

يجب عليها الخروج إلى الطبيعة وممارسة رياضة المشي، لأن هذه المشاعر ليست ضارة بها فقط ولكنها ضارة لها والجنين حين يصبح طفلاً في المستقبل لديه مشاكل نفسية وسلوكية، فعلاج أمراض مثل التوحد والوسواس القهري يحتاج لمعاناة من قبل الأسرة يمكن تلافيها بمراعاة نفسية الأم ودعمها خلال الحمل.