أشاد مفتي عام سلطنة عُمان، أحمد بن حمد الخليلي، بالاتفاق الذي وقّعته السعودية وإيران مؤخراً، بوساطة صينية في العاصمة بيكين، وبتدخّل من السلطنة أيضاً، والذي نصّ على عودة تدريجية للعلاقات بين الدولتين المسلمتين، بعد أكثر من 8 سنوات على دخولها في نفق الصراعات وما يشبه الحرب المفتوحة على كل الأوجه.
مفتي سلطنة عُمان يُشيد باتفاق السعودية وإيران
وقال مفتي السلطنة في بيان نشره عبر حسابه الرسمي على تويتر: “إنا لنُحَيِّي الوحدة بين الأشقاء في المنطقة، ونرحب بالألفة والوفاق بينهم، ونحيِّي من أعماق قلوبنا ما قامت به سلطنتنا بقيادة عاهلها المفدى ورائدها الحكيم من الريادة الموفقة لأجل السلام والوئام”.
ولا غروَ في ذلك، كما يرى الشيخ الخليلي، “فإن هذه هي رسالة عُمان التي ورثتها أبا عن جد عبر التأريخ”.
وأضاف مفتي السلطنة ذائعَ الصيت في العالمين العربي والإسلامي: “تلكَ المَكَارِمُ لا قَعْبَانِ من لَبَن شيبا بِمَاءِ فَعَاذَا بَعْدُ أَبْوَالا”، وهي أبيات نقلَها الشيخ الخليلي عن كتاب “الدر المنثور في التفسير المأثور”، للفقيه والمؤلف المصري جلال الدين السيوطي (1445-1505).
وختم المفتي أحمد الخليلي بلاغَه الذي حظي بتفاعل واسع بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، بدعوةٍ قال خلالها: “كم نرجو من خير للأمة من هذا الاتفاق فالكيان الغاصب المحتل اهتزت أركانه وأرعب قلبه وارتعدت فرائصه بسببه؛ لأنه تيقن أنه إيذان برحيله إلى الأبد”.
وأضاف: “ووصيتنا لجميع الأطراف بتقوى الله تعالى والحفاظ على الوئام والسلام؛ فالمسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، ولا يحقره، والله ولي التوفيق”.
عودة العلاقات السعودية الإيرانية
أعلنت السعودية وإيران في العاشر من الشهر الجاري، عودةَ علاقاتهما بشكل تدريجيّ، بواسطة صينية ستؤدي في غضون شهرين لإعادة فتح السفارتين في طهران والرياض.
وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس)، في بيان عبر موقعها الرسمي، إن الرياض وطهران اتفقتا على استئناف العلاقات الدبلوماسية، وإعادة فتح السفارتين والممثليات الدبلوماسية في غضون شهرين، بعد توصّلهما إلى اتفاق في الغرض.
ولفتت “واس”، إلى أنّ التوصّل إلى ذلك الاتفاق، جاء عقب مباحثات جرت في الصين مع الرئيس شي جين بينغ، مؤكّدةً على أنّ المباحثات جاءت رغبة من طهران والرياض في حلّ الخلافات بالحوار والدبلوماسية، على حد تعبيره.
بدوره، أكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أنّ من “منعوا تحسين العلاقات مع السعودية “حمقى” كمن هاجموا سفارة الرياض.. حان الوقت لعلاقة إيجابية مع المملكة الشقيقة”.
وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، إنّ عودة العلاقات مع الرياض سيُعزّز الاستقرار والأمن الإقليميين. كما أشادَ بالصين لدورها في إعادة بناء العلاقات الدبلوماسية مع الرياض.
وكانت قطر قد رحّبت، نقلاً عن وزير خارجيتها “محمد بن عبد الرحمن”، بالبيان الثلاثي المشترك الصادر عن السعودية وإيران والصين، وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران، وتفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما والاتفاقية العامة للتعاون.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، رحّب كثيرونَ بالاتفاق السعودي الإيراني، معتبرينَ أنه خطوة إلى الأمام في سبيل تحقيق مزيد من الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد منذ عقود صراعات غير منقطعة.
تفاعل مع موقف الشيخ الخليلي
حظيت إشادة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي بتفاعل واسع بين النشطاء، حيث علق “نبراس النعامي” بقوله: “ستظل عُمان_أرض_السلام في المنطقة والعالم وستظل رايتها خفّاقةً على هذه الأرض الطيبة ما دام هنالك حاكمها هيثم_بن_طارق -حفظه الله- وسيظل الحل_في_مسقط عاصمة عُمان_السلام”.
وتابع: “حفظكم الله شيخنا الجليل وأمدكم في عمركم وأسبغ عليكم نعمة الصحة والعافية ان شاء الله”.
وقال “ياسر الأردني” في تعليق آخر: “اللهم أجمع شمل المسلمين والمسلمات في بقاع الأرض ووحد كلمتهم”.
وأضاف: “حفظك الله سماحة المفتي العلامة الجليل الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي عام سلطنة عُمان، وبارك الله فيك وفِي علمك وصحتك وزادك الله من فضله وعلمه وأمدك الله بالصحة والعافية والعمر المديد”.
ولفت “عبد العزيز العقاب” من جانبه، بالقول: “نحيي فيك هذه المواقف العظيمة في دعم السلام في المنطقة والحرص على توحيد كلمة الأمة ونتطلع من مقامكم دعم توجهات السلام في اليمن”.
مضيفاً: “فالأوضاع كارثية ومأساوية وحالات موت جماعية جراء المعاناة والحصار وانعدام مقومات الحياة فالرواتب مقطوعة والخدمات منعدمة ويتطلب تضافر الأمة لمعالجة هذه الأزمة”.
وأضاف “محمد العبادة” في تعليق منفصل: “رغم أننا من مذهب غير مذهبكم، إلا أنا نحبكم في الله سيدنا الإمام، ونراكم علامة مضيئة في تاريخ المسلمين حاليا، فما سمعنا منكم وعنكم إلا كل خير، طوبى لأهل عمان بعالم جليل كفضيلتكم”.
يشار إلى أنّه ليس من الغريب على الشيخ الخليلي دعمه للقضايا العادلة في العالمين العربي والإسلامي، يقول كثيرونَ، خاصة فيما يتعلق بدعمه المتواصل للقضية الفلسطينية وكل قضايا الأمة الإسلامية.