رداً على بيان وزارة جيش الاحتلال الاسرائيلي الذي نفى صحة مقالة لخبراء اسرائيليين وأمريكيين أكدوا فشل منظومة القبة الحديدية خلال العملية العسكرية الاسرائيلية الأخيرة "عامود السحاب" على قطاع غزة، أكد الخبراء، أمس الجمعة، أن معلوماتهم تستند على أسس صحيحة وموثقة، وهي ناتجة عن متابعة لعشرات أشرطة الفيديو التي نشرتها الوزارة، وقالت أنها تعرض عملية اعتراض ناجحة للمنظومة. وقال الخبراء أنهم توصلوا من خلال متابعة مفصلة لعشرات أشرطة الفيديو التي التقطت لعمليات الاعتراض، أن الانفجار الذي تظهره الصور ناتج عن انفجار ذاتي لصاروخ المنظومة، بينما لو أنه كان اسقاط ناجح يدمر المقذوفة الصاروخية المعادية فكان يتوجب مشاهدة كرة لهب أخرى أو دخان آخر بجانب كتلة اللهب الناتجة عن انفجار صاروخ القبة. وشدد الخبراء أن أشرطة الفيديو تظهر جلياً من خلال تتبع مسلك الصاروخ أن الرأس الحربي للصاروخ يفجر نفسه، وأن الانفجار الناتج ليس بسبب اصطدامه بالصاروخ المعادي وتظهر الأشرطة أنه في معظم الحالات لم يحدث تصادم. وأوضحوا أيضا أن صواريخ المنظومة تسلك زوايا حادة في ملاحقة الصواريخ المعادية، وفي حالات كهذه فإن احتمالات نجاح عملية الاعتراض تصل نتيجتها إلى صفر، وأن صواريخ المنظومة سلكت في كثير من الأحيان مسالك مضادة وأن كل واحد منها يقوم بنفس المناورة وبالنهاية جميعها ينفجر في نفس الوقت. وأشار الخبراء الى أن المتابع لعمليات الاعتراض يرى أن طريقة عمل صواريخ المنظومة لم تجرى وفق ما هي مصممة، وأن اشرطة الفيديو التي وثقت عمليات الاعتراض تطرح الكثير من التساؤلات حول ادعاءات جيش الاحتلال الاسرائيلي بتحقيق نسبة نجاح عالية. يشار إلى أن صحيفة هآرتس نشرت الجمعة الماضية في الثامن من مارس، مقالة لخبراء اسرائيليين وأمريكيين أكدوا فشل منظومة القبة الحديدية خلال العملية العسكرية الاسرائيلية الأخيرة "عمود السحاب" على قطاع غزة، وفي أعقاب ذلك نشرت وزارة جيش الاحتلال الاسرائيلي بياناً رسمياً ينفي ما ورد في المقالة التي شككت بنجاعة وفاعلية عمليات اعتراض المنظومة. وجاء في البيان الذي نشر على الصفحة الخاصة بالوزارة على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وأرسلت نسخ منه الى مختلف المراسلين العسكريين، ذكرت فيه أن هذه المعلومات لا تستند على أي اساس من الصحة وأن سكان المناطق الحدودية مع قطاع غزة شاهدوا القدرات الحقيقة للمنظومة والتي حققت نجاح يزيد عن 80% على حد زعمها. يذكر أن المقالة التي نشرتها الصحيفة كانت للبروفيسور "ثيودور بوستول" الخبير الإسرائيلي المتخصص في مجالات الدفاعات الصاروخية، إضافة الى خبيرين أمريكيين وهما الدكتور "مردخاي شيفر" عمل سابقاً في شركة رفائيل للصناعات العسكرية الاسرائيلية، والآخر كان يعمل لدى شركة "برتياون" منتجة صواريخ الباتريوت. وتساءل الخبراء الثلاثة من خلال المقالة، هل الاعتراض الناجح للمنظومة معناه تدمير الرأس الحربي للصاروخ المعادي، موضحين أنه اذا كان ذلك، فإن نسبة نجاح المنظومة خلال عملية عامود السحاب كانت متدنية جداً ويمكن أن تكون 5% فقط. كما فحص الخبراء طريقة عمل المنظومة وتوصلوا إلى استنتاجات أن نسبة الاعتراض الناجحة التي أعلنتها وزارة جيش الاحتلال الاسرائيلي خلال عملية عامود السحاب والتي اقتربت من 80% غير صحيحة.