تواصل المحافل الإسرائيلية الاهتمام والحديث عن اتفاق استئناف العلاقات بين السعودية وإيران بوساطة الصين الذي أعلن مؤخرا، وما له من تداعيات على الاحتلال الإسرائيلي، حيث يرى مسؤول إسرائيلي أنه لا سبب يدعو تل أبيب للقلق من هذا الاتفاق، الذي يتوقع له الفشل.
وقال مدير عام منتدى الشرق الأوسط المتصدر لـ"مشروع النصر الإسرائيلي"، جرج رومن: "الحدث الذي تصدر العناوين الدولية هذا الأسبوع، كان الاتفاق بين السعودية وإيران بوساطة الصينيين، بينما في دول أخرى تلقى الحدث العناوين كتقرير إخباري عادي، وفي إسرائيل، تلقى هذا النبأ مكانة مختلفة بشكل قد يجعلنا نفهم وفقط خلافا لما هو متبع التفكير فيه؛ علما أنه ليس لإسرائيل ما تقلق له".
وأوضح في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم" بعنوان "لا داعي للقلق من الاتفاق السعودي الإيراني" أن "الصراع بين إسرائيل وإيران ليس سرا، وهكذا أيضا رغبة إيران بأن ترى إسرائيل مُبادة، هذا صراع لم يعد منذ زمن بعيد يتناول هذين الطرفين فقط، بل يحتوي في داخله على دول أخرى كجزء من الصراع، وكل طرف يتطلع لأن يوسع دائرة الدول المؤيدة له، لكن بخلاف ما من شأن الأغلبية أن تظنه؛ الاتفاق بين السعودية وإيران لا يقول شيئا بالنسبة للصراع بين إسرائيل وإيران".
وأضاف: "صحيح أنه متبع في إسرائيل فحص كل اتفاق سياسي كهذا بمنشور الحرب ضد إيران والمصالح الإسرائيلية، ويمكن أن نفهم هذا، لأن الحديث يدور عن صراع بقاء لإسرائيل"، مؤكدا "وجود علاقات سرية ومصالح مشتركة بين السعودية والدولة اليهودية منذ سنين".
وذكر رومن، أنه "في السنوات الأخيرة، وأساسا عقب التوقيع على اتفاقات إبراهيم (التطبيع مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان)، وعلى خلفية الحرب بين السعودية وإيران، حيث تعمل إيران كعدو مشترك، كانت محادثات، وإن لم تكن رسمية، عن تحويل العلاقات السرية إلى علنية".
وأضاف: "كان هذا هو المزاج عندما كان دونالد ترامب في الحكم ورائحة "تطبيع" العلاقات كانت تحوم في الهواء، لكن الاتجاه تغير مع تغير الحكم في الولايات المتحدة، والتراشق الذي لم يكن دوما دبلوماسيا ولطيفا بين السعودية ورئيس الولايات المتحدة جو بايدن".
وسبق أن أعلنت واشنطن عن الرياض كـ"منبوذة" بسبب قتل الصحفي جمال خاشقجي، وانطلاقا من الرغبة "لإعادتها"، لم تستجب السعودية لطلب الولايات المتحدة زيادة إنتاج النفط والتخفيف من ارتفاع الأسعار، وعندما "فهمت الرياض بأن العلاقات مع واشنطن لا تسير لمكان طيب، أصبحت ذات صلة في نظر الخصم القديم للولايات المتحدة وهي الصين؛ وهذه حقا هي القصة".
ونوه إلى أن "الاتفاق بين السعودية وإيران في إسرائيل احتل العناوين الرئيسة بسبب الخوف من أن تتعزز قوة إيران، وهكذا أيضا برنامجها النووي الذي على أي حال ينال الزخم، وكذا بسبب الافتراض بأن مثل هذا الاتفاق يبعد التطبيع العلني بين السعودية وإسرائيل، لكن ليس لهذا أي تأثير".
وأشار المسؤول إلى أن "الاتفاق يخدم أساسا الصين، التي تريد أن تعزز مكانتها الدولية، السعودية لن تتوقف على أن ترى في إيران خصما ولن تنهي علاقاتها السرية مع إسرائيل، وهي ستستغل الوضع كي تقلص الحرب في اليمن، لكن هذه التسوية، هي عصيدة الصين".
في عام 2011، تحت قيادة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، اتخذت الولايات المتحدة سياسة مشابهة، وسجلت بين السعودية وإيران محاولة لتعزيز العلاقات على خلفية الفهم السعودي بأن الولايات المتحدة لم تعد لاعبة ذات صلة من ناحيتها".
وخلص رومن، إلى أن "هذا صراع طويل، ومثلما فشلت المحاولات السابقة للدولتين لتطبيع العلاقات فيما بينهما هكذا أيضا من المتوقع لهذه المحاولة أيضا أن تفشل، أو على الأقل ألا تمس بمصالح إسرائيل".