حزب الوفد المصري من الأحزاب المصرية التاريخية العريقة. الحزب العريق أسس رؤيته السياسية في بناء النظام والدولة على قواعد ليبرالية، تلتقي مع المفاهيم الليبرالية العامة التي نجدها في البلاد الأوروبية، غير أنه أضفى على بعض هذه المفاهيم الصبغة المصرية الوطنية لكي تتواءم الليبرالية مع البيئة العربية الإسلامية في مجتمع تحددت هويته منذ الفتح الإسلامي. الأحزاب ذات التاريخ، وذات العراقة، لا تغامر بمبادئها، وتبقى تحرص عليها، وتحافظ عليها، في ظل التقلبات السياسية والاجتماعية، وأحسب أن حزب الوفد ظل تاريخيًّا وفيًّا لمبادئه، رغم حالة التراجع في حجم التأييد الشعبي، وهو تراجع له أسبابه المتعددة، حيث لا يمكن حصر المسألة في سبب واحد، ولعل حالة القمع التي طالت الحزب وقيادته التاريخية في عهد عبد الناصر وغيره جعلتهم سكان ليمان طرة إلى جانب الإخوان المسلمين. الحديث عن حزب الوفد المصري فرضه عليّ الدكتور سيد بدوي رئيس الحزب الحالي، من خلال حديثه المسؤول والإيجابي مع رئيس الوزراء إسماعيل هنية، حيث أعرب رئيس الحزب عن تضامنه مع المقاومة الفلسطينية، واعتزازه بحركة حماس، وبصمود الحكومة في غزة، وأعرب عن استنكاره للحملة الإعلامية الظالمة التي تنشرها بعض وسائل الإعلام الأصفر في مصر، وطلب من رئيس الوزراء أن يعمل كل ما يستطيع لتجاوز كل هذه الفبركات والأكاذيب، وأن يحافظ على علاقة الشراكة والحب والتعاون بين الشعب المصري والشعب الفلسطيني. الدكتور سيد بدوي رئيس حزب الوفد زار غزة، والتقى إسماعيل هنية وقادة الفصائل، وأعرب عن إعجابه بصمود غزة، وبدور الحكومة، وانطلاقا من قاعدة الوفاء كان هذا الاتصال الهاتفي بينه وبين رئيس الوزراء. وهذا ما نتوقعه دائما من الأحزاب العريقة التي تتعامل بالمبادئ. الموقف الذي قدمه الحزب هو بداية مهمة وهو خطوة تطلبها المقاومة من بقية الأحزاب الوطنية والإسلامية في مصر، وبصفة خاصة من أحزاب جبهة الإنقاذ وجل قادتها زاروا غزة، وتعرفوا إلى المقاومة عن قرب، وعرفوا المبادئ الأساسية التي تحكم سياسات المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها العمل ضد الاحتلال فقط، وداخل الأرض الفلسطينية المحتلة فقط، نحن في غزة ننتظر موقفاً وطنيًّا من قادة جبهة الإنقاذ المصرية وبقية الأحزاب المصرية، ونحسب هذا الموقف سيساعد المقاومة في إخراس وإسكات الألسن الكاذبة التي تلفق الإشاعات ضد المقاومة وضد مصر لخدمة أهداف صهيونية. الإعلام الأصفر سيدخل جحره حين يحاصره الوفد وجبهة الإنقاذ والأحزاب الإسلامية، وهذا واجب وطني وقومي مصري وعربي.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.