18.34°القدس
18.03°رام الله
17.19°الخليل
23.87°غزة
18.34° القدس
رام الله18.03°
الخليل17.19°
غزة23.87°
الأربعاء 09 أكتوبر 2024
4.93جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.93
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.76

خبر: أم الفلسطينيين وداعــــاً

أم نضال فرحات عرفناها في عام 2002 حينما أطلت بوجه يشع نوراً فملأ قلوبنا دهشةً وعيوننا دمعاً وهي تودع ابنها البار محمد وتُسلِمُه لطريقه بإباء، وتوصيه بكلماتٍ قليلةٍ وتحتضنه مرةً ومرة وتبتسم. وقبل وقت طويل من ذلك عرفها المقاومون حينما فتحت أبواب بيتها عندما أقفلت الأبواب في وجوههم، فوجدوا بيت أم نضال يحتضنهم ويؤويهم، فتقدم لهم طعاماً من صنع يدها بابتسامتها الحنونة، تُجالسهم فيشعرون أنها أمهم ومربيتهم ومُلهمتهم، تحدثهم فتقويهم وتشد من أزرهم، فيخجلون من روحها وكلماتها عن التضحية وضرورة تقديم الثمن، وأي ثمنٍ أعظم وأغلى من أن تقدم أم حنون ولدها في سبيل ربها ومشروعها وغايتها الكبرى. أم نضال امرأة استثنائية لن يستطيع التاريخ تجاوزها، بل سيكتب اسمها بأحرف من نور وستدرس قصصها للأجيال، وسترسم صورتها في الأماكن العريقة التي تجمع العظماء وستتفوق عليهم، وتسبقهم فقد حجزت لنفسها مكاناً علياً جداً. ربما اتبع أم نضال الكثير من النساء الفلسطينيات العظيمات الفاضلات كأم محمد حلس وأم أحمد العابد وغيرهم الكثير، إلا أن أم نضال تبقى لها الفضل الكبير في السبق، و"السابقون السابقون" فأي سبقٍ أعظم من هذا يا أمنا؟ والمتابع لسيرة أم نضال يُدرك أن ما قدمته منذ احتضان عماد عقل مروراً بتحريض ابنها نضال على القتال، ومن ثم تقديم محمد للشهادة لم يكن نابع عن قسوةٍ قلبيةٍ، أو عاطفة منفلتة، إنما عن إيمانٍ ويقين راسخين واتصال بالله دائم، ورؤية واضحة جلية، ونفس معطاءة دفاقة بالخير، تقدم المُهج والأرواح في سبيل ما هو أعظم من حياةٍ شخصيةٍ ضيقة. إن تشييع جثمان ام نضال فرحات بهذه العظمة التي تتناسب مع جزء بسيط من عظمتها، ليُقدم نموذجاً جلياً على تقدير شعبنا لقيم العطاء والتضحية والفداء، فلم يخرج الناس بهذا الوجدان الحي إلا وقد تأثروا كثيراً بهذه المرأة الصالحة النقية، وهو تأكيد أيضاً على أن المقاومة محل إجماعٍ واتفاق. أم نضال هي أمٌ للفلسطينيين جميعاً بمختلف أطيافهم وألوانهم، فهي محط إجماعٍ عارم من أقصى اليمين لأقصى اليسار فوجدت البكاء والحزن والمشاركة واللهفة من كل بيت فلسطيني. أم نضال فرحات عرفناها في عام 2002 حينما أطلت بوجه يشع نوراً فملأ قلوبنا دهشةً وعيوننا دمعاً وهي تودع ابنها البار محمد وتُسلِمُه لطريقه بإباء، وتوصيه بكلماتٍ قليلةٍ وتحتضنه مرةً ومرة وتبتسم. وقبل وقت طويل من ذلك عرفها المقاومون حينما فتحت أبواب بيتها عندما أقفلت الأبواب في وجوههم، فوجدوا بيت أم نضال يحتضنهم ويؤويهم، فتقدم لهم طعاماً من صنع يدها بابتسامتها الحنونة، تُجالسهم فيشعرون أنها أمهم ومربيتهم ومُلهمتهم، تحدثهم فتقويهم وتشد من أزرهم، فيخجلون من روحها وكلماتها عن التضحية وضرورة تقديم الثمن، وأي ثمنٍ أعظم وأغلى من أن تقدم أم حنون ولدها في سبيل ربها ومشروعها وغايتها الكبرى. أم نضال امرأة استثنائية لن يستطيع التاريخ تجاوزها، بل سيكتب اسمها بأحرف من نور وستدرس قصصها للأجيال، وسترسم صورتها في الأماكن العريقة التي تجمع العظماء وستتفوق عليهم، وتسبقهم فقد حجزت لنفسها مكاناً علياً جداً. ربما اتبع أم نضال الكثير من النساء الفلسطينيات العظيمات الفاضلات كأم محمد حلس وأم أحمد العابد وغيرهم الكثير، إلا أن أم نضال تبقى لها الفضل الكبير في السبق، و"السابقون السابقون" فأي سبقٍ أعظم من هذا يا أمنا؟ والمتابع لسيرة أم نضال يُدرك أن ما قدمته منذ احتضان عماد عقل مروراً بتحريض ابنها نضال على القتال، ومن ثم تقديم محمد للشهادة لم يكن نابع عن قسوةٍ قلبيةٍ، أو عاطفة منفلتة، إنما عن إيمانٍ ويقين راسخين واتصال بالله دائم، ورؤية واضحة جلية، ونفس معطاءة دفاقة بالخير، تقدم المُهج والأرواح في سبيل ما هو أعظم من حياةٍ شخصيةٍ ضيقة. إن تشييع جثمان ام نضال فرحات بهذه العظمة التي تتناسب مع جزء بسيط من عظمتها، ليُقدم نموذجاً جلياً على تقدير شعبنا لقيم العطاء والتضحية والفداء، فلم يخرج الناس بهذا الوجدان الحي إلا وقد تأثروا كثيراً بهذه المرأة الصالحة النقية، وهو تأكيد أيضاً على أن المقاومة محل إجماعٍ واتفاق. أم نضال هي أمٌ للفلسطينيين جميعاً بمختلف أطيافهم وألوانهم، فهي محط إجماعٍ عارم من أقصى اليمين لأقصى اليسار فوجدت البكاء والحزن والمشاركة واللهفة من كل بيت فلسطيني