أكدت معطيات إسرائيلية رسمية ارتفاع عدد الأشخاص المتسللين من الحدود مع الأردن إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما يشكل "تهديدا أمنيا" على الاحتلال الإسرائيلي خاصة في ظل فشل جيش الاحتلال في منع التسلل من الأردن.
وعلى خلفية التوتر الحاصل بين الأردن والاحتلال بالتزامن مع قضية النائب الأردني عماد العدوان، المتهم بـ"تهريب السلاح" إلى الضفة المحتلة، تشير المعطيات التي جمعتها مؤخرا سلطة السكان والهجرة الإسرائيلية إلى "ارتفاع كبير في عدد المتسللين من الحدود الشرقية"، بحسب ما أوردته صحيفة "إسرائيل اليوم" في خبرها الرئيس الذي كتبه أريئيل كهانا.
وأوضحت أنه تسلل بشكل "غير قانوني" من الأردن إلى "إسرائيل" من الأردن في عام 2022 قرابة الـ52 شخصا، بالمقابل، في الربع الأول من 2023، دخل 23 متسللا من الأردن إلى إسرائيل، وهذا يعد ارتفاعا بنحو الضعفين مقارنة بالأرباع السابقة".
وذكرت الصحيفة، أنه من خلال فحص قامت به سلطات الاحتلال "يظهر أن الكثير من المتسللين ينجحون في اجتياز الحدود دون أن تمسك بهم قوات الجيش الإسرائيلي، وهذا هو الاستنتاج من المقارنة بين معطيات الجيش عن المتسللين من الأردن وبين معطيات سلطة السكان والهجرة".
وفي 2022 أمسك جيش الاحتلال الإسرائيلي بـ26 شخصا حاولوا الدخول عبر الأردن، بالمقابل، فإن مراقبي "سلطة السكان والهجرة" أمسكوا في ذات العام بـ41 شخصا، بمعنى أن 15 شخصا على الأقل وصلوا دون أن يعرف الجيش الإسرائيلي عن تسللهم عبر الحدود، والتقدير إضافة إلى أولئك الذين أمسك بهم على الحدود أو أمسك بهم المراقبون، فإن هناك الكثيرين الذين لا نعرف عنهم".
وفي تفاصيل هامة أخرى، تشير المعطيات إلى أنه "في معظم الحالات، يدور الحديث عن مهاجرين من أفريقيا، وفي هذه الحالة أيضا لا يعرف الجيش الإسرائيلي بالظاهرة، إذ لم يمسك في الحدود الأردنية بأي متسلل أصله من دول أفريقية.. بالمقابل أمسكت سلطة الهجرة بـ15 متسللا من الأردن وصلوا من السودان في الربع الأول من 2023، وتجدر الإشارة إلى أنه يتوقع موجة هجرة جديدة عقب المواجهة الجارية ين الجيش ومليشيا قوات التدخل السريع".
وأوضحت مصادر في الجيش لصحيفة "إسرائيل اليوم"، أنه "تجري أعمال عاجلة للعثور على متسللين من الأردن، ويوجد تعاون جيد جدا في هذا مع السلطات الأردنية، التي هي الأخرى تحبط محاولات تسلل إلى إسرائيل".
ومع ذلك، فإنهم "في الجيش شددوا على أنه يحتمل ألا تكون لديهم الصورة الكاملة عن ما يجري، وذلك بسبب الحدود الطويلة مع الأردن والظروف الطبيعية القاسية وبخاصة في منطقة البحر الميت".
ومن مراجعة قرارات المحاكم الإسرائيلية التي صدرت في الفترة الأخيرة، أفادت الصحيفة بأن "ظاهرة التسلل من الأردن تتعاظم، كما تشير الشهادات إلى جهود لمواطنين من أصل أفريقي للوصول إلى البلاد من الأردن بعد أن سد طريق الدخول من سيناء كنتيجة لنجاح العائق على الحدود المصرية".
وتبين في قرار للقاضي أساف نوعم قبل ثلاثة أسابيع، أنه وصل إلى المحكمة "عشرات المحتجزين ممن تسللوا إلى إسرائيل من الحدود الأردنية"، لافتا إلى أن هذه "ظاهرة واسعة النطاق".
