تتعدّد العوامل المؤثرة في عالم الأنسجة الواسع؛ حرارة المناخ التي تُقدّم أنسجة في وقت مُحدّد وتؤخّر أخرى، والهم البيئي الذي يشغل المصمّمين، خصوصاً أنّ ملايين الأشجار تقطع في كلّ عام لهذا الغرض، ما يحث على البحث عن بدائل، والموضة وتوجّهاتها التي تجعل من أقمشة بعينها تسود، بالانسجام مع حركة الزراعة والصناعة والابتكار، ولو أن الأنسجة الطبيعية مُفضلة من الغالبية وقادرة على عكس لغة أصيلة وبسيطة ومرغوبة في الديكور المعاصر.
سواء تعلّق الأمر بأنسجة الأثاث العائد لدواخل المنزل أو الستائر أو أغطية السرير، أو كسوة كراسي الحديقة أو الفناء الخارجي، يُبحث في الصيف عن قماش خفيف ومبرّد وزاهٍ، مع الإشارة إلى أن الأنسجة عنصر أساس في الديكور، فهي قادرة عبر اللون والملمس والنقش أن تُشعر شاغل المساحة بمشاعر محدّدة، كما هي كفيلة بإعلاء قيمة الديكور، لا سيما عندما تحل على مساحة كبيرة، مثل: الستائر والأرائك.
بين الألوان الحيادية والزاهية، وبين الأقمشة السادة وتلك المنقوشة، ما هي الخيارات المناسبة للمنزل المعاصر هذا الصيف؟
المتانة والبرودة
حسب مهندس التصميم الداخلي غسّان صبح، فإن الأنسجة الخفيفة والقطنية تحلّ، في إطار تكسية الأثاث الموزّع داخل المنزل، في حين أن الروطان والجوت يناسبان في الاستخدام في تصميم الأثاث الخارجي (الحدائق المنزلية والأفنية). ويُعدّد صبح مجموعة من الصفات الأولية عن الأقمشة الصيفية، مثل:
الكتّان المُميّز بصفات مرغوبة، منها: المتانة والقدرة على التبريد، وهو خيار مناسب للأثاث، من أرائك وكراسٍ موزعة في الهواء الطلق.
القطن، الخامة الخفيفة والمناسبة لفصل الصيف، كثيرة الاستخدام في إطار نسج الأغطية والوسائد والستائر، وغيرها من قطع الأثاث الخفيفة.
الروطان، الخيار المعتمد لتنجيد الأثاث الخارجي، من أرائك وكراسٍ وطاولات، مع الإشارة إلى أن الخامة تجمع بين الخفة والمتانة.
الجوت، الخامة الخفيفة والقابلة للتهوية، والمستخدمة في صنع الأرائك والكراسي والمظلات الخارجية.
ذوق شخصي
يوضّح صبح، في إطار الإجابة عن ماهيّة ألوان الأقمشة الصيفية الدارجة، ونقوشها، أن «الألوان الزاهية ونقوش الزهور شائعة في الصيف، فهي تضفي جمالاً على قطع الأثاث أينما تحلّ، وتجعلها تبدو منعشة ومريحة». ويضيف أن «الأنسجة المصبوغة بألوان الباستيل أو بدرجات فاتحة من الرمادي والبيج والأزرق والوردي، كما بالأبيض، تعمّم الشعور بالراحة والهدوء. كما يمكن اختيار النقوش الهندسية والخطوط الناعمة لإضفاء الحداثة على الأثاث». لكن، حسب المهندس الممتدة مشاريعه بين لبنان والخليج العربي، فإن استخدام ألوان ونقوش بعينها عبارة عن ذوق شخصي، ومن الضروري أن ينعكس الأخير في التصميم الداخلي العائد للمسكن. في العموم، الألوان الزاهية والنقوش المميزة معبّرة عن لمسات شخصية، في حين أنّ الألوان الهادئة والنقوش البسيطة عاكسة لمظهر أنيق وعصري.
نصائح...
تقضي نصائح صبح المُتعلّقة بدمج الأقمشة السادة بالمنقوشة، بالآتي، مع أهمّية اختبار كل الأقمشة التي ستحلّ في المساحة الواحدة، جنباً إلى جنب، من خلال العينات. بعد الشعور بالتناغم والتوازن، يُتخذ القرار النهائي في التصميم...
اختيار لون مشترك لأنسجة الأثاث السادة، كما المنقوشة، لغرض تحقيق التناغم.
الحفاظ على التوازن، في إطار دمج الأقمشة السادة بالمنقوشة، فلا تصحّ المبالغة في توظيف الأخيرة في المساحات الكبيرة، مع تفضيل السادة في المساحات الصغيرة.
العناية بنوع كل نسيج وملمسه، عند دمج الأقمشة السادة بالمنقوشة، لغرض التوازن.
البعد عن اختيار الألوان الزاهية للأنسجة المنقوشة، وذلك لغرض التوازن مع الأقمشة السادة ذات الألوان البارزة.
اختيار الأقمشة المزوّدة بنقوش وطبعات صغيرة.
الحرارة المرتفعة
وعن الأقمشة التي لم تعد رائجة صيف هذا العام، يلفت صبح إلى أنّه «لا يمكن الجزم بشكل قاطع بأن هناك أنسجة خرجت من سباق الموضة، فهذا الأخير يعرف تبدّلات مستمرّة. لكن، نتيجة الحرارة المرتفعة في بلداننا في موسم الصيف، لا تختار الأغلبية الأثاث المبطّن بالفرو الاصطناعي، مثلاً، أو الصوف أو الجلود. مع ذلك، يجب الانتباه إلى أنّ استخدام هذه الأقمشة قد يكون مناسباً في بعض الأماكن والظروف الخاصة».
الستائر
القطن الخفيف والناعم المُناسب للأماكن الداخلية، كما أسلفنا، مع خاصيتَي مقاومة التجعّد وسهولة التنظيف.
الحرير، بدوره، فاخر وأنيق ولمّاع بصورة جميلة ومستخدم في تصميم الستائر المناسبة للمناطق المنزلية الراقية.
الكتان، مقاوم للتجعّد وسهل التنظيف، وهو مستخدم في تصميم الستائر للأماكن الداخلية والمنازل الريفية.
البوليستر، المفضّل للستائر الخارجية، لا سيما في الأماكن ذات الرطوبة العالية، لأنّ الخامة مقاومة لأشعة الشمس والعوامل الجوية الأخرى.
الشيفون، خفيف ورقيق وشفاف، ومستخدم في تصميم الستائر المزيّنة بالربطات والأزرار.
حسب صبح، يصحّ استخدام مجموعة من أنسجة الستائر معاً للحصول على تأثيرات مختلفة (أو نوع واحد)، مع الانتباه إلى اختيار قماش مناسب للمكان الذي يتعرّض للتوسّخ بصورة دائمة.
أغطية السرير
يُعلّق صبح أهمّية على أغطية السرير، ويُعلي من شأنها في إطار تصميم غرفة النوم، لدور الأنسجة المذكورة في توفير المظهر الجمالي. عن ألوان أغطية السرير المواكبة لموضة الأنسجة، في الصيف، يُعدّد المهندس:
الأبيض والأسود: هما يُناسبان الغرفة ذات المظهر الكلاسيكي والأنيق.
الأزرق والأخضر: تُحقّق الدرجات الزاهية من اللونين المذكورين ديكوراً حيويّاً في غرفة النوم.
الوردي والأرجواني: الدرجات الهادئة من اللونين المذكورين تساعد على الاسترخاء والهدوء.
الرمادي والبيج: تندرج درجات الرمادي والبيج تحت فئة الألوان الأساسية المناسبة لأغطية الأسرّة في كل الغرف.
الألوان الزاهية: تشتمل على الأصفر والبرتقالي وتضفي الحيوية والنشاط على الغرفة.
بالإضافة إلى الألوان، هناك النقوش الزهرية والهندسية والطبعات المخطّطة، مع دعوة صبح إلى التنسيق بين أغطية السرير المنقوشة وتلك السادة للحصول على مظهر متناسق وجذّاب، وإلى اختيار القطن والكتان، في الصيف.