لن تضيف زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لفلسطين المحتلة إلا المزيد من الصور التذكارية للبيت الأبيض والدعم لدولة الاحتلال الإسرائيلي والذكريات الأليمة لشعبنا الفلسطيني، ولذلك سنترك الخطابات والغزل وما يقولون ويقال عنهم ونكتفي بما يخرج عن النص ولا يتضمنه البروتوكول. "الليموزين مش عم تمشي وبدها أوباما يدفشها دفشة"، هذا ما خطر في بالي حين تعطلت السيارة الرئاسية لباراك أوباما على أرض مطار بن غوريون في مستهل زيارته، ولا أدري كيف لرئيس عاجز عن تحريك سيارة متطورة أن يحرك عملية سلام باتت في عداد الموتى والرمم، لا شك أن الإدارة الأمريكية شعرت بالحرج والفضيحة للعطل الذي أصاب سيارة الليموزين وتم استبدالها بأخرى ولكنها لا تشعر بأي حرج وهي توهم القيادة الفلسطينية لسنوات طويلة بأنها تعمل على إعادة الروح لجثة هامدة. في بيت لحم أصيب المواطنون الفلسطينيون بالانزعاج والغضب الشديد حين أقدمت بلدية بيت لحم على إزالة مجسم لخارطة فلسطين منصوب في دوار نيسان في المدينة، حيث كانت تنوي البلدية وضع مجسم لحمامة سلام بدلا من خارطة فلسطين تزامنا مع زيارة الرئيس الأمريكي للمدينة. المواطنون أعادوا المجسم إلى مكانه ، أما المحافظ ورئيس البلدية والمجلس فقد استنكروا إزالة المجسم وتبرؤوا من المسؤولية إلى أن يتم إيجاد كبش الفداء. الحقيقة المرة التي حاول المسئولون الفلسطينيون مواجهتها، ورفضها المواطنون هي أن مجسم خارطة فلسطين يتعارض مع اتفاقية أوسلو، ولا يريد الجانب الفلسطيني إغضاب الرئيس الأمريكي الذي لا يعترف بفلسطين من البحر إلى النهر بل هو بالكاد يعترف بسلطة فلسطينية على حدود الأراضي المحتلة عام 1967، ومن يجرؤ من الشعب الفلسطيني وقيادته على صنع مجسم لخارطة الدولة الفلسطينية التي تمثل ربع الوطن حسب اتفاقية أوسلو أو قرارات الأمم المتحدة؟ بعض الشباب في رام الله قرروا استقبال الرئيس الأمريكي بلافتات تعبر عن حرمانهم من الـ" 3G" الجيل الثالث من الانترنت ومطالبتهم له بتوسيع أحد مداخل رام الله، لا أدري لماذا اكتفوا بـ" 3G"" ولم يطالبوا بفتح فروع للهوت دوغ والكنتاكي الأصلي في كل محافظة من محافظات الوطن طالما أن طموحات بعض الشباب الثوريين وصلت إلى هذا المستوى، وفي المقابل فإننا نحترم من تظاهروا ضد الإدارة الأمريكية وسياستها المنحازة لدولة الاحتلال "إسرائيل" ومزقوا صور أوباما.