كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية نقلاً عن خمسة مصادر مختلفة مطلعة على صناعة برامج التجسس الإسرائيلية، أن شركة QuaDream، التي طورت برنامجاً للتجسس يدعى “Reign” يفوق بيغاسوس، قررت الإغلاق بعد أن فشلت في الحصول على إذن لبيع برامجها لعملائها الجدد (بما في ذلك المغرب).
ووفقًا لمصادر مطلعة على الشركة وأنشطتها، استثمرت QuaDream أيضًا بكثافة في عدد من المنتجات والقدرات الجديدة التي فشلت في النضج والوصول إلى السوق.
برنامج مرعب
وقال اثنان من المصادر، إن هذه المنتجات تضمنت توسيع نطاق برامج التجسس الخاصة بها لتتمكن أيضًا من اختراق أجهزة Android، بالإضافة إلى تطوير ما أطلق عليه شكل جديد “مرعب” من برامج التجسس.
الشركة تغلق أبوابها
ولفتت المصادر إلى أنه مع عدم القدرة على عقد صفقات جديدة، وفشل هذه الجهود وغيرها في الوصول إلى ثمارها -وإن كان ذلك لأسباب مختلفة- قررت الشركة تقليص خسائرها وإغلاقها.
وتعمل QuaDream الآن على بيع بعض أصولها إلى منافسين محليين، ويقولون إن فرقها البحثية وموظفيها المغادرين يجرون مقابلات مع شركات إلكترونية هجومية أخرى، وفقًا لاثنين من المصادر.
ولم تكشف الأجزاء من كود QuaDream، الذي سرّبه أحد الموظفين، عن طريق الخطأ على الأرجح، عن وجود الفيروس Reign فحسب؛ بل كشفت أيضًا Blue Spear؛ وهو برنامج غير معروف سابقًا يبدو أنه يعمل كواجهة ويب يمكن من خلالها إصابة الأجهزة المستهدفة.
سمعة NSO السيئة
لطالما تمتعت NSO بالنجاح في الغرب وما زالت تهيمن على السوق الأوروبية. لكنها اكتسبت سمعة سيئة بسبب العمل مع العملاء في أجزاء أقل ديمقراطية من العالم من خلال المبيعات المدعومة والمدعومة بنشاط من قبل "إسرائيل" كجزء من “الدبلوماسية الإلكترونية” لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
صفقة كبرى كانت متوقّعة مع المغرب
وعلى مدار العامين الماضيين، أجرت QuaDream محادثات مع أربع دول على الأقل، وفقًا لثلاثة من المصادر، حيث نالت المحادثات في البداية مباركة "إسرائيل" -يتطلب نقل برامج تجسس متقدمة إلى دول أجنبية تصريحًا- لكن الصفقات النهائية لم تفعل ذلك.
وأوضحت أن أكبر الصفقات كانت مع المغرب، وبحسب ما ورد، بدأت المحادثات في أغسطس 2021.
يشار إلى أن المملكة المغربية، التي قامت بتطبيع العلاقات مع "إسرائيل" كجزء من اتفاقيات إبراهيم، قيل منذ فترة طويلة إنها عميل لـNSO، لكن "إسرائيل" منعتها من استيراد التكنولوجيا الإلكترونية بعد أن أشارت تقارير إلى أنها أساءت استخدام Pegasus لاستهداف كبار المسؤولين في أوروبا، بما في ذلك في فرنسا وإسبانيا.
المغرب متهم بالتجسس على مسؤولين دوليين
يشار إلى أن المغرب يعتبر من الدول التي جرى توجيه أصابع الاتهام إليها بفرضية استعمال بيغاسوس في التجسس على مسؤولين دوليين منهم رئيس فرنسا، ماكرون.
ويسود الاعتقاد أن أصل الأزمة بين البلدين يعود إلى ملف بيغاسوس، بينما الرباط تقول إن التوتر يعود إلى قلق باريس من التوسع المغربي في غرب إفريقيا.
