أجمع مختصون سياسيون على أن مباحثات القاهرة لن تحمل جديداً، وذلك في ظل أن الجزء الأكبر من تلك المباحثات سيتركز على قضية وقف الجرائم الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، إلا أن الواقع يدلل على أن الاحتلال غادر ولا يلتزم بالاتفاقيات.
المختصون توقعوا خلال حديثهم لـ"فلسطين الآن" أن تأتي تلك المباحثات والاجتماعات ببعض التسهيلات الاقتصادية لأهالي قطاع غزة، وذلك من خلال زيادة كميات البضائع والكهرباء التي تأتي من الجانب المصري.
عدو غادر
الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، اعتبر أن المشكلة لدى الاحتلال وليس الفلسطينيين في قضية التهدئة، مشدداً على أن أي تهدئة سياسة الاحتلال قائمة على الغدر والخديعة، وعندما تُتاح له الفرصة المناسبة سينفذ ما يريد ولا يضع أي اعتبار للوسطاء.
وأشار الصواف خلال حديثه لـ"فلسطين الآن" أن محاولات تجديد اللقاءات من قبل الجانب المصري هي لتأكيد قدرته على الإمساك بالملف الفلسطيني وتهدئة الأوضاع في قطاع غزة تحديداً.
واعتقد الصواف أن الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة غير معنية بأي معركة مع الاحتلال الإسرائيلي في ظل الأوضاع القائمة، وهذا ما يؤكد أن المُشكلة ليس لدى الفصائل في غزة بل لدى الاحتلال"، مشيراً إلى العدوان الأخير في منتصف الشهر الماضي عندما قام بشن غارات مفاجئة وقبلها اغتيال الشيخ خضر عدنان تطلب رداً من الفصائل على تلك الجرائم.
وتوقع الصواف أنه لو التزم الاحتلال سيكون هناك هدوء، ولكن لن يكون طويلاً وهذه مسألة تدركها المقاومة الفلسطينية جيداً.
ولفت إلى الانفراجة الاقتصادية التي يجري الحديث عنها ما هي إلا جرعات مسكنة، فأوضاع الفلسطينيين لن تتحسن إلا بإنهاء وجود الاحتلال.
حسابات فصائلية
من جانبه، توقع الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا في حديثه مع "فلسطين الآن" أن تقتصر مباحثات القاهرة على الجوانب الاقتصادية والإنسانية لأهالي قطاع غزة، وكذلك محاولة إلزام الاحتلال بوقف جرائمه وتحديداً في جزئية وقف الاغتيالات.
واعتبر أنه لن يكون تغير حقيقي أو تحول استراتيجي في تلك المباحثات، لاتفاً إلى أن ما يحدث الآن هو تأكيد على الوضع الحالي وتثبيت له، وضمان عدم تدهور الأوضاع الميدانية ومحاولة تحسين الأوضاع مع قطاع غزة.