جيش الاحتلال الاسرائيلي يقوم بمناورات عسكرية واسعة النطاق جوًّا وبرًا وبحرًا وفي مختلف المناطق تحاكي سيناريوهات متعددة منها المواجهة العسكرية على عدة جبهات مع غزة ولبنان وربما سوريا وإيران. استعداد جيش الاحتلال الإسرائيلي للمواجهة الشاملة يشمل كل شيء ما عدا أهم أسباب الهزائم التي يتكبدها في كل معركة، إذ ينجح في تطوير مهارات الجنود الفردية من الناحية النظرية، وكذلك ينجح في تطوير الأسلحة والعتاد ولكنه يخرج في النهاية بجنود يخشون المواجهة و يصابون بالهستيريا إذا وطأت أقدامهم أو دباباتهم قطاع غزة، فالصراع على أرض فلسطين لا يُحسم بقوة السلاح فقط، وإنما بقوة العقيدة والإيمان بالقضية ولا يمكن لسارق الأرض أن يثبت أمام صاحبها مهما طال الزمن ومهما تباينت القوة لصالح السارق المغتصب، فالمناورات لن تضيف جديدًا ولن تغير معادلات الرعب والردع التي فرضتها المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب القسام.
الملفت أن هواجس (إسرائيل) بالفناء وكثرة تداول الحديث عن اقتراب نهايتها والرعب الذي يسكن كل إسرائيلي وكذلك مناورات الاستعداد للمواجهة الشاملة يأتي في أوج نجاح الاحتلال في اختراق أنظمة عربية ارتمت في أحضانه تطبيعًا وتنسيقًا في كل المجالات، وهذا يشير إلى أن مستقبل الكيان مرهون بأحرار الوطن العربي ومقاومة الشعوب وعلى رأسها المقاومة الفلسطينية التي باتت تشكل كابوسًا حقيقيًا للمحتل الإسرائيلي، أما أنظمة التطبيع والخيانة فإن (إسرائيل) تعلم أنها مجرد أصفار لا تقدم ولا تؤخر إن حانت ساعة المواجهة، وتلك الأنظمة لن تكون قادرة أساسًا على الصمود والاستمرار في التحكم والتسلط على شعوب نفد صبرها أو هو على وشك.
قيل إن عضو كنيست إسرائيلي يدعى عميت هليفي أعد خطة لتقسيم المسجد الأقصى المبارك بين الفلسطينيين والمستوطنين، على أن تكون المنطقة الوسطى والشمالية من المسجد الأقصى بما في ذلك قبة الصخرة تحت سيطرة المستوطنين. لا أدري إن كان مثل هذا الخبر يدعو إلى الخوف أو إلى السخرية، ولكن بالتأكيد هو دليل على أن الكنيست يحوي الكثير من المجانين، ودليل على أن أعضاء الكنيست الأشد تطرفًا يسعون إلى استفزاز المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بما يعجل باندحار الاحتلال من القدس ومن المناطق المحتلة عام 1967 كمرحلة أولى، وأنا أعتقد أن (إسرائيل) كلها ستكون أمام تحديات جديدة في مواجهة الفلسطينيين ، سواء في غزة أو الضفة أو حتى في داخل المناطق المحتلة عام 48 الذين أعلنوا الإضراب العام وسلسلة من الفعاليات لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي بسبب جرائمه بحق الشعب الفلسطيني عمومًا وبسبب تراخي الشرطة في لجم العصابات التي قتلت العشرات من الفلسطينيين من أبناء الداخل المحتل والتي كان آخرها مقتل خمسة فلسطينيين دون أي تدخل من الشرطة الإسرائيلية حتى هذه اللحظة على الأقل.