فجرت تحذيرات الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين، اللاعبين من التعاقد مع أندية كرة القدم المصرية بعد تصاعد شكاوى اللاعبين، الجدل في الساحة الكروية في مصر التي شهدت العديد من الأزمات بين اللاعبين المحترفين وأنديتهم.
وحذّر "فيفبرو" (FIFPRO)، ومقره في هولندا، اللاعبين من الانتقال للعب في مصر وما قد يترتب على ذلك من إجراءات قانونية ضد الفرق، في ظل تقدم بعض اللاعبين والمدربين بشكاوى ضد تلك الأندية تتعلق بإهدار حقوقهم وعدم الالتزام بالتعاقدات، أمام الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) والمحكمة الرياضية الدولية (CAS).
ولخص الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين أبرز تلك المشاكل في عدم دفع الرواتب والسلوك التعسفي مثل مصادرة جوازات السفر والتزوير والابتزاز.
7 نصائح للتعاقد مع الأندية المصرية
وقدم الاتحاد سبع نصائح للاعبين المحترفين الجدد الذين يرغبون في توقيع عقد مع النوادي المصرية، دفعة واحدة لحمايتهم من عمليات التلاعب والابتزاز، ومساعدتهم في تجنب العديد من المشاكل التي وقع فيها زملاؤهم السابقون.
من بين تلك النصائح، عدم تسليم جواز السفر إلى مسؤول النادي بدعوى الحصول على تصريح إقامة أو عمل، مشيرا إلى أن إعادة جواز السفر كانت في العديد من الأحوال مشروطة بتوقيع اللاعب على اتفاقية الإنهاء، وعدم التوقيع على عقد فارغ بغض النظر عما يخبرك به النادي، ودعاهم إلى الاحتفاظ بنسخة أصلية موقعة من العقد.
ودعا اللاعبين إلى التأكد من نوع العملة قبل توقيع العقد وألا يتركوا العملة مفتوحة؛ وفي حالة وجود أي مساحات فارغة متبقية، يجب شطب المساحات الفارغة المذكورة حتى لا يتمكن النادي من إضافة بنود بعد توقيع العقد، والتأكد من أنه يمكنهم المطالبة بتعويض أمام غرفة تسوية المنازعات FIFA DRC، مشيرا إلى أن هيئات صنع القرار الرياضي في مصر لا تمتثل للمتطلبات الأساسية للحياد والاستقلالية، ولا تضمن إجراءات عادلة.
وشدد "فيفبرو" على توخي الحذر عند التعامل مع الوكلاء والنادي، لأنهم يفضلون الحفاظ على مصالحهم مع النادي، لافتا إلى أن جميع الأندية في مصر لا تمتلك سجلا خاصا بها على منظومة تسجيل اللاعبين (حساب FIFA TMS).
الاتحاد المصري يحتج
في المقابل، أعرب الاتحاد المصري لكرة القدم، عن رفضه واحتجاجه الشديدين للبيان، زاعما أن البيان يحتوي على الكثير من المعلومات غير الصحيحة والتي إن ثبت وقوعها فهي حالات فردية لا تنسحب على جميع أندية مصر.
وأوضح الاتحاد أن عدد الأندية المصرية التي تمتلك حسابا هي 113 ناديا، ويوجد حوالي 268 لاعبا أجنبيا فى مختلف الدرجات لم يصل إلى الاتحاد سوى شكويين بحجب جوازات السفر على مدار الأربعة أعوام الماضية، و تمت إعادة جوازات السفر فورا بعد تدخل الاتحاد.
وأكد الاتحاد المصري أن لديه عقودا موحدة تم اعتمادها من الفيفا ومن الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين ويعمل بها منذ 2020، مشيرا إلى أنه لا يعتمد سوى العقود مكتملة البيانات كما أنه يقوم بتوعية اللاعبين لعدم الوقوع في مثل تلك الأخطاء.
أزمة مكابرة
وفي تعليق، قال نجم نادي الزمالك السابق، والمحلل الرياضي أيمن يونس: "إذا أقررنا بصحة ما جاء في بيان اتحاد الكرة المصري، فإننا لا نستطيع في الوقت نفسه نفي كلام المسؤولين في الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين، والسؤال هنا: من يمتلك المستندات التي تثبت ادعاء كل طرف؟ لا أحد يملك الحقيقة كاملة في ما يتعلق بأوضاع الكرة المصرية".
وأضاف: "الأطراف كلها لا تعترف بأخطائها سواء الطرف الذي أعلن أو الطرف الذي رد، لكن في العموم هناك بعض اللاعبين بلا شك تعرضوا لمشاكل من وكلاء أو أندية، وهناك مشاكل من نوع مثل منح اللاعبين المحترفين في الدوري الممتاز أجورهم بالدولار"، مشيرا إلى "أن هناك ضيق أفق في التعامل مع المشكلات التي يتم طرحها؛ ولا يسمح بمناقشتها وطرح طرق معالجتها كتعديل اللوائح وضبط الأداء ومنع تكرار الأخطاء".
واعتبر يونس أن "قطاع الكرة يعيش أزمة مكابرة، وغياب الحقيقة"، وتساءل: "هل هناك إجراءات رادعة تتخذ تنظمها اللوائح؟"، مضيفا أنه "للأسف لا يوجد إجراء، وتظل تبحث عن الحقيقة حتى تثبتها أو تنفيها، ولكن القيمة هنا أن تكون الصورة واضحة في عملية التعاقدات".
واستدرك بقوله: "إننا لا نستطيع أن ننكر أن هناك حوادث كثيرة وشكاوى ضخمة في الفترة الأخيرة، بعض اللاعبين لا يصلحون لعبوا لفرق مثل الأهلي والزمالك، لكن العقد بين الطرفين يجب أن يكون ملزما لهما، وبعض الأندية لا تعطي اللاعبين حقوقهم كاملة، هي عملية معقدة يجب أن تحكمها لوائح وضوابط وقوانين، والبيان الصادر عن اتحاد الكرة كان يجب أن يشير إلى أنه سوف يراجع اللوائح والقوانين. ونضمن عدم تكرار أي حوادث وقعت".
مشاكل كبيرة
بدوره، اعتبر مدرب منتخب مصر للشباب السابق محمد الصيفي، أن "عدد الشكاوى لدى الاتحاد الدولي ليس شكويين فقط كما جاء في بيان الاتحاد المصري، وإلا ما كان أُصدر مثل هذا البيان، هناك حالات متكررة وشكاوى كثيرة بين العديد من اللاعبين وأندية كرة القدم. وعلى اتحاد الكرة تصحيح الأوضاع بما يتناسب مع حجم الكرة المصرية وتاريخها واللحاق بالركب".
مضيفا أن "معظم هذه المشاكل تكون بسبب رؤوساء الأندية ولكن على اتحاد الكرة أن يضبط مثل تلك الأمور ضمن لوائح وقوانين منظمة ويقنن مثل تلك الأمور. في الآونة الأخيرة شاهدنا أزمات لمدربين ولاعبين في أندية كبيرة، وللأسف لا توجد إرادة حقيقية أو جرأة لتنظيم قطاع الكرة، وهناك تخبط واضح وعلى الجميع أن يتكاتف للعبور".
وأكد أن "مثل هذه الأخطاء والشكاوى والبيانات الصادرة من اتحادات دولية لا تؤثر على صورة الأندية في مصر بل على صورة البلد، أدعو المسؤولين في القطاع إلى النظر إلى السعودية التي قطعت شوطا طويلا في تنظيم مثل تلك العلاقة بين اللاعب والنادي وفرض قواعد وقوانين يحترمها الكبير والصغير من طرفي التعاقد حتى أصبح الدوري السعودي في منطقة أخرى بعيدة بسبب التنظيم والإدارة".
