25.55°القدس
24.96°رام الله
24.42°الخليل
26.72°غزة
25.55° القدس
رام الله24.96°
الخليل24.42°
غزة26.72°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: لا تلوموا أوباما في عدوانه

حتى إن الصهيوني باراك أوباما لم يرحم قيادة السلطة الفلسطينية، ولم يقدم لها قشة الخلاص من حالة الجمود في المفاوضات، ولم يضغط _ولو قليلًا_ على بني جلدته؛ كي يطلقوا سراح بعض الأسرى الفلسطينيين، ولم يهتم الصهيوني أوباما بعقد لقاء ثلاثي أو رباعي أمام وسائل الإعلام، يعطي محمود عباس المبرر كي يستأنف المفاوضات، بل تمادي أوباما في التنكر لإخلاص عباس ووفائه للتهدئة الأمنية، فطعنه بعدم الثقة فيه حين التقى بشكل موارب منافسه سلام فياض، وقدم له الدعم المعنوي والمادي، في رسالة تشير إلى وجود البديل الأكثر طاعة في حالة عدم البدء في المفاوضات وفق الشروط الإسرائيلية. لقد غادر أوباما المنطقة؛ فاكتشف قادة السلطة الفلسطينية فشل رهانهم، وتلمسوا بجلاء حجم المأساة التي خلفها الضيف الذي انتظروه طويلًا، وعلقوا الآمال على مجيئه، غادر أوباما بعد أن ترك السلطة الفلسطينية أكثر ضعفًا وهشاشة مع نصف مليار دولار مساعدة مالية، ألزمت السيد عباس بأن يقول: "سننتظر شهرين إضافيين على أمل أن تستأنف المفاوضات"، دون أن يبدي أي غضب أو استنكار لما قاله الصهيوني أوباما. إن ما قاله أوباما بين يدي قادة الصهاينة لهو أمر مرعب لكل العرب والمسلمين، لقد تذلل الرجل بين يدي اليهود، وبكى على مصالحهم، وعدهم أقوى قوة على وجه الأرض لأنهم حلفاء أمريكا القوية، لقد نطق أوباما بكلام مقزز عن عودة اليهود إلى وطن أجدادهم بعد ثلاثة آلاف عام من الشتات، لقد كشف عن شخصيته الجاحدة بالقيم الإنسانية حين عد اغتصاب أرض فلسطين عبادة، وممارسة للطقوس الدينية وفق التعاليم اليهودية، بل تمادى في زجر قيادة السلطة الفلسطينية ومبادرة السلام العربية حين اشترط الصهيوني قيام دولة فلسطينية بالاعتراف بيهودية (دولة) الصهاينة. سأظل شخصيًّا مخالفًا لقيادة السلطة الفلسطينية في رؤيتها السياسية، ولن أوافق مطلقًا على كلام السيد عبد الله عبد الله، أحد قيادي السلطة، الذي عارضني بالرأي في حوار جرى بيننا عبر فضائية القدس، فقال بزهو وافتخار: "نحن في السلطة الفلسطينية لا يهمنا ما يقوله أوباما، بل ما يهمنا هو تمسكنا بالثوابت الوطنية"! ونسي الرجل أن الصهاينة يطبقون على الأرض ما يقوله أوباما على الهواء، فما انفكوا يغتصبون فلسطين، ويستوطنون الأرض، ويهودون القدس، ويضيقون على حياة الفلسطينيين، ويقتلون، ويسجنون، وما فتئوا يمسحون كل أثر فلسطيني، في حين التزم قادة السلطة الفلسطينية الصمت، وضمنوا أمن اليهود، وما برحوا دائرة الشجب الشفوي والانتظار حتى يأتي جون كيري، لقد صدق شاعرنا العربي حين قال قديمًا ما ينطبق على أوباما حديثًا: لا يلام الذئب في عدوانه بل يلام الناس لو صاروا غنمًا.