كشفت مصادر عبرية، اليوم الثلاثاء، عن سيناريو محتمل يستعدّ له جيش الاحتلال الإسرائيليّ، عقب هجوم قد تنفّذه إيران، يشمل سقوط عشرات الضحايا الإسرائيليين، وتدمير مئات المواقع في البلاد، في مشاهدَ "لم تشهدها إسرائيل، منذ احتلالها لفلسطين".
جاء ذلك بحسب ما أفاد موقع (واللا) العبري في تقرير له ترجمته "فلسطين الان"، بعد أسبوع من إطلاق جيش الاحتلال مناورة عسكرية شاملة، باسم "القبضة الساحقة"، وتحاكي حربا متعددة الجبهات، تشمل جبهة لبنان وسورية وقطاع غزة المحاصر، والضفة الغربية المحتلة.
وحاكى سيناريو الحرب متعددة الجبهات، مناورة يتم خلالها تنفيذ ضربات جوية إسرائيلية، في عدة أماكن بينها، إيران.
ويأتي ذلك فيما ذكرت (القناة 12) العبرية، أمس الإثنين، بأن إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة، ضمانات جديدة، من شأنها ضمان التفوق العسكري لإسرائيل في المنطقة.
ووفق السيناريو ذاته الذي تدرب عليه جيش الاحتلال، وردًّا على الهجمات الإسرائيلية في إيران، ستُطلَق صواريخ باتجاه "إسرائيل" من إيران، والعراق وسورية، ومن لبنان، وقطاع غزة".
وتدربت قيادة الجبهة الداخلية، على وضع، أسفر نتيجة "مدى القذائف والصواريخ، والرؤوس الحربية الثقيلة، عن مقتل نحو مئة مدنيّ في الجبهة الداخلية، وإصابة نحو ألف".
وفي سيناريو كهذا، ستواجه قوات الاحتلال الإسرائيلي، أكثر من ألف موقع دمار، 500 منها في حالة "صعبة". وشمل السيناريو أيضًا، أضرارا لحقت بالبنية التحتية للكهرباء والمياه، وقواعد جيش الاحتلال، والمراكز السكانية.
وذكرت أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي، أنه تم التدرب على وضع "متطرف"، إزاء نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي.
وفي ما يتعلق بإطلاق نار محتمَل من لبنان، فقد تمّ التدرب على التعامل مع إطلاق نحو 3 آلاف صاروخ من هناك، في الأيام القليلة الأولى من معركة محتملة.
وأظهر "تحقيق"، أُجري لتقييم المناورة العسكرية، واستخلاص العبر منها، أن "هناك سيناريو (محتمل) لإجلاء جماعيّ للمستوطنين من الشمال إلى الجنوب"، بحسب الموقع.
وكجزء من استخلاص العِبر، تقرَّر إنشاء مقارّ لقيادة الجبهة الداخلية للاحتلال، يعمل تحت مظلّتها، الجنود الذين لا يخدمون في الوحدات العسكرية، وذلك للمساعدة في توفير مساعدات الرعاية الاجتماعية، وفي ما يتعلق بتوفير الأدوية والغذاء، للسكان في مراكز الإجلاء الرئيسية.
كما قُدِّم اقتراح إلى وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، ينصّ على أن يتلقّى المستوطنون الذين يتركون شمال فلسطين المحتلة، بسياراتهم الخاصة، وبشكل مستقلّ في الحالة المذكورة؛ مساعدة حكومية، لتمويل إقامتهم في دور ضيافة، أو في فنادق.
ونقل (وللا) عن مصدر أمنيّ، لم يسمّه، القول: "لقد مارسنا سيناريو متطرفا، ونستعد له بمنتهى الجديّة".
وذكر أن "القدرة على إشعال نار في الجبهة الداخلية للاحتلال، من عدة بؤر، على هذا النطاق الواسع؛ ينتج عنها قدر كبير من المواقع (التي تعرّضت لضرر بسبب الحرب) وحجم دمار لم تشهده إسرائيل، منذ قيام الكيان".
وأضاف المصدر ذاته، أن مثل هذا السيناريو، سيضرّ بـ"الاستمرارية الوظيفية" لإسرائيل، في أشكال قد تتمثّل بانقطاع التيار الكهربائي، وفي هذا الصدد قال: "رأينا ما حدث قبل أسبوع ونصف، عندما لم يكن هناك كهرباء في نصف الكيان"، - معركة ثأر الأحرار-.
وذكر أن مثل هذا السيناريو، سيؤدي إلى تدمير مواقع متعددة، وسقوط ضحايا، إلى حد لم تشهده "إسرائيل".
وقال المصدر ذاته، إن إسرائيل "ستواجه تحديات مختلفة، مثل المستوطنين الذين سيتركون المواقع الحيوية الأساسية، بسبب الخوف من سقوط الصواريخ، والدمار، مثل العاملين في المستشفيات، والصيدليات، والسائقين، والعاملين في شركات البنية التحتية، وهذا سيضرّ بالاستمرارية الوظيفية للاقتصاد".