18.33°القدس
17.95°رام الله
17.75°الخليل
23.28°غزة
18.33° القدس
رام الله17.95°
الخليل17.75°
غزة23.28°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: ترويكا الفتنة

من يطالع هجمة من هجمات الإعلام المصري الرخيص ضد أهالي قطاع غزة بشكل عام، وحركة حماس بشكل خاص، يدرك مدى خطورة الانحراف القيمي والانحطاط المهني الذي سقطت في مستنقعاته النجسة بعض وسائل الإعلام المصرية مؤخرا. وحين تدقق في تفاصيل الهجمة الإعلامية المصرية فإنك تصاب بالذهول لهول ما يتم حبكه من دسائس مغرضة، وما يجري نفثه من سموم قذرة، وما يتولون نشره من اتهامات كاذبة يشيب لهولها الولدان بما تمثله من مضامين حساسة ومعطيات خطيرة تمس صلب وعصب العلاقة بين الشعبين الشقيقين: المصري والفلسطيني. في كل يوم –تقريبا- تصدمك الأنباء بإشاعة جديدة وافتراء جديد، فتارة يتهمون حماس بإرسال آلاف المقاتلين إلى مصر لمؤازرة الرئيس مرسي في وجه المعارضة، وتارة ثانية تكشف عبقرياتهم عن "سرقة" حماس للرقم القومي الخاص في سيناء، وتارة ثالثة يعلنون عن خطط تنفيذية لكتائب القسام لتنفيذ عمليات اغتيال ضد قادة جبهة المعارضة، وتارة رابعة، وخامسة، في متوالية من الفحش والفجور والتضليل الإعلامي التي تعزف على الوتر الحساس للشعب المصري في ظل اهتزاز الأوضاع الأمنية والميدانية داخل مصر. وكان آخر سلسلة الكذب والافتراء ما نشرته صحيفة الأهرام المصرية من امتلاكها أدلة ووثائق تثبت قيام كتائب القسام بتنفيذ الجريمة – المذبحة بحق الجنود المصريين في رفح شهر رمضان الماضي، وضبط شحنة كبيرة من الزي العسكري المصري داخل سيناء في طريقها إلى قطاع غزة! إن إجراء تحليل بسيط لعينات الكذب والدجل والتشويه الإعلامي التي يتم ضخّها يوميا عبر مزاريب العديد من وسائل الإعلام المصرية يثبت أن ما يجري يعبر عن مخطط منظم ذي إمكانيات ضخمة يتم وفق أجندة سرية تستهدف ضرب العلاقة بين مصر وحماس، وتشويه صورة الحركة في عيون المصريين. ولئن شئنا الدقة فإن المخطط الضخم الذي يتم تنفيذه في الفضاء الإعلامي المصري والعربي لا تقوى على إدارته والإمساك بزمام ملفاته الكبرى إلا جهات نافذة ذات ارتباطات إقليمية راسخة، تتولى تأمين كافة أشكال الدعم والتغطية لها، سياسيا وأمنيا وماليا. وهكذا، لن يكون صعبا الإقرار بصحة المعلومات التي تحدثت عن وقوف اللواء أحمد شفيق المرشح الرئاسي الخاسر التابع للنظام المصري السابق، ومحمد دحلان عضو المجلس التشريعي الحالي وعضو مركزية فتح سابقا، وضاحي خلفان قائد شرطة دبي، وراء الحملة الإعلامية الضخمة التي تضع حماس والإسلاميين في بؤرة التشويه والاستهداف. كُره حماس والإخوان بشكل خاص، والإسلاميين بشكل عام، مشتركات يتوافق عليها هؤلاء الثلاثة الذين يشكلون ترويكا الفتنة والخراب لضرب الأمن والاستقرار في مصر وفلسطين، ويعمدون إلى تصدير كل ما هو جديد في عالم الكذب والقذارة والانحطاط كل صباح. من السذاجة بمكان الاعتقاد أن ترويكا الفتنة والخراب تعمل بمعزل عن الدعم الرسمي من أعلى المستويات في الإمارات، وهذا ما يحيلنا إلى الموقف الإماراتي الرسمي المتآمر على مصر والربيع العربي، والمناوئ لحركة التحرر والإصلاح في عموم الأمة. قد تبدو مخططات ترويكا الفتنة ذات صخب وضجيج هذه الأيام، لكنها آيلة إلى الفشل والإخفاق عما قريب، ولن تجد هذه الترويكا المفلسة المجللة بالسواد، هي ومن يدعمها ويوفر لها حاضنات الدعم والحماية الرسمية، من ملجأ في مواجهة غضب الشعوب سوى مزبلة الواقع والتاريخ. التاريخ لا يرحم وكذلك الشعوب.. واسألوا القذافي ومبارك وسدنة الظلم والاستبداد.