ترقّب صعبٌ تعيشُه آلاف الأسر الفقيرة في قطاع غزة من منتفعي "الشؤون الاجتماعيـة" قبيل عيد الأضحى المبارك، في انتظار صرف الدفعة المالية المخصصة لهم، والتي كلما طالت أضافت معاناة جديدةٍ إلى معاناتِهم.
بينَ زقاق مخيم "الشابورة" تجلس الحاجة "أم جمال" على عتبةِ بيتها تشكُو حالها وأوضاع عائلتها الصعبة بفعل تأخر شيكات الشؤون ومماطلة حكومة رام الله في صرفها بانتظامٍ.
الدفعةُ الأخيرة التي تلقتها عائلة "أم جمال" كانت قبيل عيد الفطر الماضي، والتي كانت من المفترض أن تصرفَ في نوفمبر من العام 2022.
تفتحُ ثلاّجتها وتقول لـ "فلسطين الآن" بأسى "انظرُوا ماذا حلّ بنا من قلةٍ وفقر.. لم نعد نجد الطعامَ ولا الشراب، وأحوالنا من سيء إلى أسوأ.." وتشيرُ إلى الأطفال في المنزل وتقول "ماذا ذنب هؤلاء الأطفال؟.
تراكم ديونٍ وفقر مدقع
ولم يكن حال "أبو عمر" في مخيم "النصيرات" وسط قطاع غزة، أحسن حالًا من سابقتها، فلقد تراكمت الديون على العائلة بسبب تأخر شيكات الشؤون ورفض صاحب الدّكان أن يعطيه المزيد إلا بعد السداد.
ويقفُ "أبو عمر" مستندًا على عكازه ويداه ترتجفان ويقول "حسبنا الله ونعم الوكيل.. لقد ذللنا وقهرنا وتعذبنا.. يا عالم بدنا نعيش حياة زي الناس.."
أمّا ما زاد الأمر سوءًا لدى "أم توفيق" وتسكن في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، أنّ لم تعد قادرة على دفع إيجار المنزل المتراكم لأربعةِ شهور.
وتقول "أم توفيق" لـ "فلسطين الآن" : إنّ صاحب البيت طالبها مرارًا وتكرارًا بدفع إيجار البيت وإلا سيضطر إلى طردها من البيت هي وأطفالها الستة ووالدهم المريض".
عاجزون عن دفع إيجار البيت
وقالت مصادر في وزارة الشؤون الاجتماعية برام الله لـ"فلسطين الآن": وزارة المالية تمتلك السيولة الكافية لصرف دفعة الشؤون قبل عيد الأضحى، ولكن الأمر منوط بقرار من مجلس الوزراء غداً
وفي حال عدم صرف دفعة الشؤون الاجتماعية قبيل عيد الأضحى القادم، فإن آلاف الأسر الفلسطينية الفقيرة ستدخل في مأساةٍ حقيقيةٍ.
واستهجن المتحدثُ باسم الهيئة العليا صبحي المغربي للمطالبة بحق منتفعي الشؤون مماطلة وزارة التنمية في رام الله بصرف مستحقات الشؤون، داعيًا السلطة لتحمل مسؤولياتها وصرف شيكات الشؤون والانتظام في تلك المخصصات.