"سنستقبل المعايدين كما في كل عيد، في بيتنا. فوق الركام والانقاض. لن نسمح للاحتلال أن ينغص علينا أعيادنا". هذا ما قالته والدة الأسير كمال جوري من مدينة نابلس لمراسل "فلسطين الآن" وهي تجلس على كنبة وسط منزلهم الذي فجره الاحتلال الإسرائيلي نهاية الأسبوع الماضي، بعد أن اشترك نجلها الأسير كمال بعملية إطلاق نار أدت إلى مقتل أحد جنود الاحتلال الإسرائيلي غرب نابلس في أكتوبر تشرين الأول من العام الماضي.
وتضيف "صحيح أنه من أصعب الأعياد الذي يمر علينا، ففي العيد الماضي كان كمال وشقيقه محمد في السجن، لكن في هذا العيد نفتقد لبيتنا والمأوى العائلي. نحتسب كل ذلك عند الله تعالى". الحال مشابه تماما، لدى عائلة الطويل، فابنائهم الثلاثة خالد وأسامة ومؤمن الطويل، أسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك اقدم الاحتلال على تفجير منزلهم قبل نحو أسبوعين.
يقول الأب أبو خالد "كل شيء يهون في سبيل الله، وتحرير فلسطين. المعنويات عالية، ولن ينغص الاحتلال علينا مهما فعل".
وتقيم العائلة اليوم، في شقة لقريبهم في الطابق ذاته الذي تقع فيه شقتهم التي هدمها الاحتلال، إلى حين إيجاد بيت بديل.
ويتابع الأب قائلا "هذا عيدنا الذي نفرح فيه بالحجاج والأضاحي، لكن الاحتلال يريد أن يقتل فينا الحياة والأمل، لكنه لم ولن ينجح يوما في ذلك".
حركة بيع ضعيفة
وعلى صعيد الحركة التجارية، لا ينكر التاجر مراد عبيدي أن الحصار الخانق المفروض على مدينة نابلس وإغلاق الاحتلال الإسرائيلي الدائم للحواجز العسكرية المحيطة ترك أثره البالغ على التسوق ودفع كثيرين إلى الذهاب إلى مناطق أخرى لشراء حاجيات العيد.
ويشير إلى أن الحركة ضعيفة رغم نزول الرواتب أمس، وإعلان الكثير من المحلات عن عروض مغرية وتخفيضات على أسعار الملابس والأحذية.
لكن مؤيد شهاب وهو رب أسرة ويعمل موظفا حكوميا، يخالفه الرأي، ويؤكد أن إعراض الناس على الشراء يعود إلى الغلاء الفاحش والمبالغة في الربح الذي يسعى إليه التجار.
ويضيف "لا يكفينا ما نمر به من أوضاع صعبة جراء انتهاكات الاحتلال وجرائمه وحصاره، ليسهم جشع بعض التجار في الأثقال على كاهل المواطن البسيط".
النواشف والمعمول لكن الإقبال يبدو كبيرا على محلات الحلويات والمكسرات.
يقول أبو ماجد المصري إن أسعار النواشف تتراوح بين 60 إلى 90 شيكلا للكيلو الواحد، في حين أن يتراوح سعر كيلو المعمول الجاهز ما بين 25 شيكلا للنوع العادي و45 للنوع الفاخر، بعد أن كان سعره قبل أعوام قليلة 30 شيكلا فقط.
ويشير إلى أن الناس تحب أن تقدم لضيوفها في العيد المعمول أو الحلويات، إضافة لفنجان القهوة أو الشوكلاتة، لذلك ترى أن الإقبال على هذه المحال كبير.
وعلى صعيد الاضاحي، فهناك قفزة في سعر الخِراف والعجول، فالخاروف الذي يزن 60 كيلو غراما ارتفع من 2400 شيكلا العام الماضي إلى 2600 هذا العام، أي بفارق 55 دولارا تقريبا، في حين قفز سعر سُبع العجل من 1100 إلى 1250 شيكلا.
يقول أبو عبد الله وهو تجار اغنام معروف في سوق الحلال في نابلس إن الأسعار هذا العام قفزت بشكل غير مسبوق مقارنة بالسابق، فقد كان سعر الخاروف يرتفع بمقدار 50 شيكل كل عام، وليس 200 دفعة واحدة كما هو الحال هذه الأيام، مرجعا السبب إلى عوامل كثيرة أهمها ارتفاع أسعار الأعلاف ورفع نسب الضرائب التي تفرضها الحكومة الفلسطينية رغم عجزها في وقف عمليات التهريب، والتلاعب بالسعر في السوق السوداء.