يستأنف المتظاهرون الإسرائيليون المعارضون للتعديلات القضائية احتجاجاتهم، اليوم الخميس، وسط دعوات للتصعيد، بعد ليلة ساخنة تخللتها مواجهات مع الشرطة واعتقالات وإصابات في تل أبيب ومناطق أخرى.
كما شهدت مدينة تل أبيب، ليلة أمس الأربعاء، محاولة مركبتين دهس متظاهرين في أحد التجمعات. وأغلق المحتجون شوارع مركزية حتى ساعة متأخرة من ليلة أمس، فيما استخدمت الشرطة وسائل عدة لتفريق التظاهرات. وتظاهر الآلاف أمام محطات الشرطة مطالبين بإطلاق سراح المعتقلين.
وبالإضافة إلى رفض التعديلات القضائية التي تقودها الحكومة لإضعاف المحكمة العليا وإحداث تغييرات تطاول نظام الحكم والفصل بين السلطات، جاءت تظاهرات أمس تضامناً مع قائد شرطة تل أبيب عامي إشيد، الذي ألقى خطاباً أمس أعلن فيه استقالته، مبرراً أنه تم استبعاده من منصبه لأسباب سياسية، وهاجم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وسياسته ومحاولته السيطرة على الشرطة.
وكانت بعض الخلافات بين قائد شرطة تل أبيب وبن غفير قد بدأت على خلفية طريقة تعامل شرطة تل أبيب مع المتظاهرين ضد الحكومة، والتي أرادها بن غفير أكثر حزماً.
ومنذ ساعات صباح اليوم الخميس، انطلقت تظاهرات أمام منازل عدد من أعضاء الكنيست الإسرائيلي من أحزاب الائتلاف الحكومي، تخللها رفع عدة شعارات، على غرار: "الديكتاتورية لن تمر".
في السياق ذاته، توعّد منظّمو التظاهرات ببدء احتجاجات كبيرة، مساء اليوم الخميس، أمام منازل أعضاء الائتلاف "الذين يتعاونون مع القوانين الديكتاتورية"، بحسب ما نقله موقع القناة "12" الإسرائيلية.
وقال أحد منظمي الاحتجاجات، في حديثه مع إذاعة (103FM)، اليوم الخميس، موجهاً حديثه لأقطاب الائتلاف الحكومي: "لم نبالغ (في الاحتجاجات) ولم تروا شيئاً بعد"، مضيفاً أنّ أكثر من نصف الإسرائيليين يفكرون مثله ويعارضون توجهات الحكومة، وأنّ قائد شرطة تل أبيب المستقيل كشف "النوايا الحقيقية" للوزير بن غفير.
وقال إشيد في خطاب الاستقالة، أمس الاربعاء: "أنا أدفع ثمناً شخصياً باهظاً لأنني اخترت منع حرب أهلية".
وأضاف، قاصداً في حديثه بن غفير وملمحاً إلى أنّ الأخير طلب منه استخدام القوة المفرطة: "أعترف هنا أمامكم بذنبي الكبير المتمثل في عدم قدرتي على تلبية توقعات المستوى الوزاري، والتي تضمّنت خرق القواعد والتدخل السافر في صنع القرار والتفكير العملياتي".
وتابع: "كان بإمكاني تلبية هذه التوقعات بسهولة، من خلال استخدام القوة المفرطة (ضد المتظاهرين) وتعبئة قسم الطوارئ في مستشفى إيخيلوف (بالمصابين) في أعقاب كل تظاهرة في تل أبيب (...) كان يمكننا إخلاء أيالون (أحد أبرز شوارع تل أبيب) خلال دقائق معدودة، بثمن باهظ، من خلال تكسير الرؤوس (رؤوس المتظاهرين) وتفتيت العظام.. بثمن خيانة العهد بين الشرطة ومواطني البلاد".
من جانبه اعتبر بن غفير أنّ إشيد "يحمل أجندة سياسية".