مع انقضاء ستة أشهر على تشكيل حكومة الاحتلال اليمينية، ما زال رئيسها بنيامين نتنياهو ينتظر دعوته لزيارة البيت الأبيض التي لم تتحقق بعد، في حين أنه منذ آذار/ مارس الماضي لم يقم بأي زيارات دبلوماسية للخارج.
وبصرف النظر عن الصين التي أعلن زيارته إليها، فمن المتوقع أن يسافر للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر المقبل، وسط عدم تأكيد لقاء مفترض له مع الرئيس جو بايدن، نظرًا لتدهور الوضع الأمني والانقلاب التشريعي، فيما كشف مسؤولون إسرائيليون كبار عن إجراء اتصالات مع دول سيزورها لم يتم ذكر أسمائها حتى الآن.
وذكر المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إيتمار آيخنر، أن "نتنياهو انطلق في سلسلة زيارات إلى أوروبا، للتباحث مع قادة فرنسا وإيطاليا وألمانيا ولندن بشأن إيران، ومنذ ذلك الحين لم يقم بأي زيارات دبلوماسية للخارج، رغم الاتصالات المستمرة مع عدد من الدول، رغم أن لديه حاليًا رحلة معروفة واحدة مقررة في بداية أيلول/ سبتمبر، حيث سيتوجه إلى نيويورك لإلقاء خطاب في الأمم المتحدة، وفي الوقت نفسه يتم إجراء اتصالات لعدة زيارات، من المحتمل أن يتم تنفيذها في أغسطس بعد انتهاء جلسة الكنيست في 30 تموز/ يوليو الجاري".
وأضاف أنه "لم يتم تحديد موعد زيارة واحدة لنتنياهو إلى البيت الأبيض، وقد نوقشت احتمالات عقد لقاء مع بايدن على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، لكن هذا لم يحدث حتى الآن، في ضوء تدهور الوضع الأمني مع الفلسطينيين، بجانب استمرار الانقلاب القانوني غير المتفق عليه على نطاق واسع، رغم أن هناك عدة دول حالياً على جدول الأعمال لزيارات محتملة لنتنياهو: تركيا والصين والإمارات، وعدة دول أخرى لم تذكر أسماؤها حتى الآن".
وأشار إلى أن "نتنياهو أبلغ مؤخرا في لقاء مع أعضاء الكونغرس عن تلقيه دعوة لزيارة الصين، دون تحديد موعد بعد، وستكون الزيارة المزمع القيام بها هي الرابعة له إلى الصين، وأوضح لهم أن التعاون الأمني والاستخباراتي بين الولايات المتحدة وإسرائيل هو الأكبر على الإطلاق في هذا الوقت، مشددا على أنها ستكون دائمًا الحليف الحيوي لإسرائيل، وليس لديها بديل".
وأكد أن "مكتب نتنياهو يجري محادثات من أجل لقاء مع رئيس تركيا رجب طيب أردوغان، وقد اجتمعا آخر مرة منذ انتخابه لقيادة بلاده في 2016، والطموح الآن هو عقد لقاء ثان بعد محادثات التهنئة المتبادلة على الفوز في الانتخابات، وفي الماضي صرح أردوغان أنه بسبب وجود نتنياهو فلا توجد مصالحة بين الدولتين، وبالفعل حدثت المصالحة في عهد حكومة بينيت- لابيد، ولكن يبدو أن أردوغان يريد فتح صفحة جديدة مع نتنياهو أيضًا، الذي قال مكتبه إنه منذ آخر محادثة بينهما تحدثا عن رغبة مشتركة لعقد اللقاء".
وأضاف أنه "فيما يتعلق بالإمارات العربية المتحدة، فإنها لم توجه بعد دعوة رسمية لنتنياهو، رغم أنه الموقّع على اتفاقيات التطبيع، وفي آخر محادثة مع محمد بن زايد في أبريل، زعم مكتب نتنياهو أنهما اتفقا على مواصلة الحديث في لقاء شخصي "في المستقبل القريب"، فيما لم تعلن أبو ظبي اجتماعًا مقبلًا في إعلانها عن المحادثة، رغم أنها ألغت بالفعل زيارة مقررة لنتنياهو في يناير بعد أن اقتحم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير المسجد الأقصى، مع أنه من الناحية العلنية لم يزر نتنياهو الإمارات بعد منذ توقيع الاتفاقات، رغم دعوته لمؤتمر المناخ المتوقع في تشرين الثاني/ نوفمبر".
مع مرور الوقت، تزداد القطيعة الأمريكية مع نتنياهو للأسباب الواردة أعلاه، فيما يحاول البحث عن خيارات أخرى في العواصم المذكورة، دون التأكد من قدرتها على تعويض الزيارة الأساسية إلى واشنطن، ما سيزيد من التوتر بينهما، الأمر الذي سيلقي تبعاته السلبية على مستقبل دولة الاحتلال في المنطقة، خاصة وهي تواجه المزيد من التحديات الأمنية والعسكرية.