عندما يوصف الديكور بالصيفي، فهذا لا يعني أن هناك طراز أو نمط أو أسلوب يطبع المساحات الداخلية بهوية موسمية محددة، وإنما إضافات مشرقة مستوحاة من عناصر الطبيعة الصيفية تنشر أجواء بهيجة في الفراغات المعمارية. من هذا المنطلق.
تتصدر الديكور الصيفي، الألوان الزاهية المستوحاة من عناصر الطبيعة، لا سيما الأصفر والأخضر بدرجاته المختلفة والأزرق «التركواز» والبرتقالي... تصحب الألوان المذكورة، الترابية التي تُمثّل الأرض والتربة، والموظفة في التصميم الداخلي من خلال مواد طبيعية (الخشب، مثلاً، الذي يُحقّق الأناقة والفخامة في أي فراغ معماري). في هذا الإطار، تُشدّد المهندسة هيا القاطرجي على ضرورة الحفاظ على عامل الفخامة عند إضفاء اللمسات الثانوية التي توحي بموسم الصيف، وذلك من خلال الحرص على إدخال ألوان الصيف بنسبة لا تتعدى 30 % من التصميم، أي من خلال تفاصيل سهلة التبديل عند الرغبة. أضيفي إلى ذلك، لا يُغفل عن استخدام المواد النبيلة كالخشب والحجر لتصميم أساسيات الفراغ، كما توزيع الأثاث بطريقة مريحة للعين والحركة.
يتميز الديكور الموسمي، بإدخال عناصر طبيعية إلى المنزل للتمتع بألوانها، مثل: الأزهار الملونة بالأصفر والوردي والأحمر، مع التوزيع في أوان زجاجية شفافة على الأسطح، بالإضافة إلى الشتول الخضر في الزوايا، علماً أن اللون الأخضر يُحقّق الانسجام والسلام والهدوء أينما يحلّ.
أنواع النباتات الداخلية الأبرز، هي:
الصبار ونبتة الثعبان والـ «سنسفيرا» والـ «فوجير» ونبتة المطّاط وزنبق السلام والـ «بوتس».
من جانب المهندسة هيا، فإن «الإضافات كفيلة بعكس أجواء أي موسم في داخل المنزل، إلا أنه لا ينبغي القفز عن هويات القاطنين وتفضيلاتهم، أي مواكبة الموضة الموسمية وتبدلاتها، من دون إغفال الأفراد الساكنين في المنزل، الذين يضفون الخصوصية على الديكور الداخلي».
من جهة ثانية، تنجح العناصر المصنوعة من مواد طبيعية، مثل: الطوب والخشب والحجر وغيرها، باستحضار أجواء الطبيعة في الفراغ المعماري، وذلك في مواسم العام المختلفة، الأمر الذي يعكس أجواء إيجابية في الفراغات، كما يُسهم في تحقيق الاستدامة في الديكور.
تأثيرات في الديكور الصيفي
تحت مظلة الديكور الصيفي، تبرز التأثيرات الآتية:
أجواء البحر: في الصيف، يمكن أن يتأثر الديكور بأجواء البحر والمنتجعات السياحية، فيبدو الأزرق «سيّد» الألوان في المساحات الداخلية، بمشاركة الأبيض أو البيج، مع الاستعانة بالتفاصيل المتعلّقة بالإبحار والسفن وأدوات الصيد المصممة من مواد طبيعية. إشارة إلى أن الإكسسوارات كفيلة بتحقيق ديكور بحري في الفراغ المعماري، لا سيما نجمة البحر والمرجان والحبال... في هذا الإطار، يُنصح بعدم المبالغة في توزيع الإكسسوارات، بهدف الحفاظ على فخامة وأناقة الديكور. تجمع الأقمشة المخططة بين موضة ديكورات 2023، والطراز البحري الجذاب.
نسمات الجبل الباردة: لا تغيب المدفأة الحجر عن ديكور الصالات، في «الشاليه» الجبلي، فهي عنصر رئيس في التصميم، كما الخشب الخام الذي يكسي الأرضيات والجدران. هناك أيضاً الأرائك المكسوة بقماش الكتان، كما يبرز الجلد على بعض العناصر. لأن الدفء هو ميزة المنزل الجبلي، تهيمن الألوان الترابية (البيج والموكا والتيراكوتا) على الديكور، وتفترش السجاجيد البسيطة الأرضيات. ويتساتل الأخضر من خلال لمسات خجولة تطعم المشهد.
الأسفار: من المعروف أن الرحلات السياحية تكثر خلال الصيف، حينما ينعم كثيرون بإجازات مدرسية ومهنية، ويحرصون على شراء الهدايا التذكارية من كل بلد، إذ تُعبّر الأخيرة عن هوية الوجهة وثقافتها. توزع الهدايا التذكارية، في زوايا المنزل، مع إضافة الزخارف والنقوش والألوان التي تذكر بالوجهات التي زاروها. مثلاً، تُحيل المصابيح المعدّة من الحديد المطروق (الفيرفورجيه) إلى الديكورات الإسبانية، كما توحي دوائر القشّ المنقوشة بالأجواء الأفريقية.
الإضاءة
الإضاءة عنصر من العناصر الأساسية في أي تصميم، فهي كفيلة بإنجاح الأخير أو إفشاله. تبدو الإضاءة الطبيعية مهمة في تعزيز الأجواء الصيفية في المساحات الداخلية، وذلك من خلال فتح النوافذ بشكل مستمر خلال النهار لتأمين التهوية الضرورية للقاطنين، فبيئة صحية ومنعشة، كما محاربة التوتر وتحفيز النشاط والطاقة. أضيفي إلى ذلك، هناك الإضاءة الاصطناعية المهمة، خصوصاً في الليل. وهي تنقسم بين إضاءة عملية ضرورية، كـ «السبوتات» في الأسقف المستعارة والثريات وعناصر الإضاءة الجانبية، والإضاءة الجمالية التي تساعد في إبراز عناصر الديكور كوحدات الإنارة المخفية الموجهة إلى عمل فني والفوانيس والشموع المضاءة.
