كل أم لطفلٍ رضيع لا بدّ أنها تُعاني يومياً من التعب والإرهاق؛ بسبب محاولاتها المُستمرّة لمساعدة طفلها على النّوم ليلاً بهدوء ودون متاعب، وذلك بسبب عوامل كثيرة تؤثّر عليه منذ لحظة ولادته، فمن الطبيعي مثلاً عدم تفريق الأطفال الصغار بين الليل والنهار، خاصّةً في الأشهر الأولى، فينامون في أيّ وقتٍ، مما يزيد من فرصة استيقاظهم في ساعاتٍ متأخّرة من الليل.. ولكن في الأشهر التالية قد ينتظم نومهم بعض الشيء؛ بسبب قدرتهم على ربط الأشياء ببعضها، وتمكُنهم من الاعتياد على أيّ نظام تضعه الأم.

الخطوة الأولى: تعرفي إلى حقائق تهمك

يحصل الطفل على كمية النوم التي يحددها تكوينه الفسيولوجي الخاص به، وعلى هذا فإن الأم لا تستطيع أن تفعل شيئاً لطفلها؛ لتكثر من كمية نومه أو تحدها.

وكل طفل يستطيع أن ينام في أي مكان يكون فيه، وذلك في معظم الظروف، ما لم يكن هناك ما يقلقه؛ كالمرض أو الآلام أو الضوضاء.

إمكانية تدخل الأم في تحديد ساعات نوم الطفل محدودة، إلا أنها يمكنها من خلال إعداد مكان مريح للنوم، أن تضمن للطفل النوم بالقدر الذي يحتاجه.

وإن ظل الطفل مستيقظاً، فذلك راجع لعدم حاجته للنوم، وفي حالة الطفل حديث الولادة؛ فإنه ينتقل بين النوم تارة واليقظة تارة أخرى، ما يصعب تحديد حالته.

الخطوة الثانية.. كيفية نوم الطفل في الشهر الأول

حينما يأتي الليل، يجب أن تتأكد الأم من أن طفلها قد انتهى من التجشؤ، وأن طفلها مغطى.

ويجب جعل الحجرة التي ينام بها الطفل ليلاً مظلمة؛ لكي يشعر الطفل بأن الإضاءة ليلاً تختلف عن الإضاءة نهاراً.

وأن تترك الأم ضوءاً خافتاً ليلاً؛ حتى لا تضطر لإضاءة النور الأصلي للحجرة لدى دخولها عند الطفل.

واجعلي الحجرة دافئة، وحافظي على بقائها كذلك، فشعور الطفل بالبرد يقلقه من النوم.

وحينما يبكي الطفل أثناء الليل، فإن ذلك راجع إلى إحساسه بالجوع، حيث إنه لا يستطيع البقاء طوال الليل دون طعام أو شراب.

ويجب على الأم أن تقوم فوراً بإطعامه؛ حتى لا يستيقظ ويحس بأنه وحيد، ويراعى ألا تقوم بمداعبته أو الحديث إليه أثناء إطعامه ليلاً.

أما بعد الأربعين، بعد فترة التأقلم وبداية فترة الانضباط، على الأم أن تمنع إعطاء الطعام بعد الساعة 12 ليلاً.. بعد التأكد من حصوله على آخر وجبة له، وأنه شبع تماماً.

الخطوة الثالثة.. تعرفي إلى أسباب عدم نوم الطفل ليلاً

قد يُواجه الأطفال الرضّع أحياناً صعوبةً في الخلود إلى النوم، والعودة له بعد الاستيقاظ ليلاً، كما أنهم قد يشعرون بالانزعاج من أيّ عوامل خارجة عن إرادتهم؛مثل: الإحساس بالجوع، أو الضيق، أو الإصابة بأيّ أعراضٍ صحيّة، قد تمنعهم من الراحة؛ كآلام التسنين، أو الارتجاع المريئي، أو الالتهابات، أو غير ذلك.

لهذا من الضروري أن يكون وقت النوم والاستيقاظ ثابتاً كل يوم، ويُفضّل الخبراء تحديد وقت النوم بين الساعة 7 و8 مساءً... وذلك قبل أن يشعر الطفل بالتعب الذي قد يمنعه من النوم بسهولة، ومن الجيّد أن يحصل على قيلولة ثابتة خلال النهار.

ضعي لطفلكِ روتيناً مُرتبطاً بوقت النوم، وكرّري هذا الروتين كل يوم ليَعتاد عليه ويربط من خلاله بين بعض الأنشطة ووقت النوم، فيستعدّ ويستسلم له بسهولة..

الخطوة الرابعة.. تعلمي طرقاً تساعدك على نوم طفلك

جرّبي فكرة أخذ حمامٍ دافئ يومياً قبل موعد النوم، وهيّئي أجواء الغرفة بحيث تلبّي حاجته للاسترخاء والإحساس بالأمان.

ضعي طفلك في فراشه عندما يشعر بالنعاس، وقبل أن يغفو تماماً، حتى يهدأ وينام بمفرده؛ ولا تدعيه ينام على ذراعيكِ، فسيصعب عليكِ التخلص من هذه العادة.

كما أن ذلك سيغنيكِ عن الحاجة لحمله، وتهدئته في كلّ مرّة يستيقظ فيها خلال الليل، فهو سيصبح قادراً على تهدئة نفسه والعودة للنوم بسهولة.

يمكنكِ الاستعانة ببعض الأدوات لتهيئة أجواء النوم في غرفة الطفل، ومساعدته على الاستسلام للنوم بسهولة، خاصّةً إذا أصبح طفلكِ بعمرٍ يحتاج فيه للهدوء ليلاً.

فهي عبارة عن وحدة عرض ضوئي دوّارة، تعكس أضواء النجوم على السقف والجدران لتساعد على الاسترخاء، وتحتوي أيضاً على وحدة تصدر عنها نغمات.

الخطوة الخامسة.. تعرفي إلى أساسيات نوم الطفل

لا يمتلك الطفل حديث الولادة دورة نوم منتظمة، فمعدل نوم الطفل منذ الولادة وحتى عمر ستة أشهر؛ يتراوح ما بين 16و17 ساعة في اليوم.

مقسمة إلى ساعة أو ساعتين فقط في كل مرة، لكن كلما كبُر الطفل في العمر؛ فإنّه يحتاج لوقت أقل من النوم، وهذا يختلف من طفل إلى آخر.

يبدأ الأطفال بالنوم لفترات أقصر في النهار وأطول في الليل من عمر 6-8 أسابيع، بالرغم من الاستيقاظ ليلاً للتغذية.. وفي عمر 4-6 أشهر، يقول الخبراء: إنّ الأطفال قادرون على النوم من 8-12 ساعة طوال الليل.

ولكن يستمر بعضهم في الاستيقاظ ليلاً في مرحلة الطفولة.. ومن أجل الوصول إلى فترات نوم جيدة للطفل، فيجب تعليمه عادات نوم جيدة منذ البداية.

الأخيرة.. خطوات بسيطة تساعد الطفل على النوم

إعداد روتين هادئ قبل النوم يساعد الطفل على فهم أنّ وقت النوم سيحين، ويكون هذا من خلال قراءة قصة أو إعطائه حماماً دافئاً، أو اللعب معه قبل النوم.

وضع الطفل في الفراش نعساً لكن مستيقظاً: يساعد هذا الطفل على أن يربط بين السرير والدخول في النوم، مع إعطاء الطفل الوقت للاستقرار، فالاستغراق في النوم.

السماح للطفل بأخذ شيء مفضل للنوم كل ليلة: مثل السماح للطفل بالنوم مع بطانية أو دب أو لعبة أخرى مفضلة، مع التأكد من أنّ هذا الشيء آمن على الطفل.

السماح للطفل بالنوم بمفرده، يعلمه كيفية النوم مرة أخرى دون مساعدة أي شخص إذا استيقظ ليلاً.

إذا كان نوم الطفل غير قابل للتنظيم؛ فإن تعريض الطفل لضوء الشمس في الصباح، يساعده على إعادة ضبط وتنظيم ساعة الجسم البيولوجية.

محاولة تعليم الطفل الفرق بين الليل والنهار، قد يكون هذا الأمر صعباً في البداية، ولكن بمجرد بلوغ الطفل عمر الأسبوعين يمكن البدء بتعليمه.