عادة ما يحدث ارتفاع بدرجة حرارة جسم الطفل بشكل طفيف.. من دون أن يؤثر ذلك في حيويته أو لعبه.. أو تناوله للطعام أو رضاعته.. وعليك ان تمرري الأمر، فهو لا يستدعي العلاج؛ نظراً لأن ارتفاع درجة حرارة جسم الطفل لها دور في مقاومة العدوى أو المشكلة الصحية للطفل، لكن في حالة تأثير ارتفاع درجة الحرارة على نشاط الطفل بعامة.. أو بدا مريضاً أو متعباً، فيمكن اللجوء إلى طرق لخفض حرارة الأطفال بالمنزل أولاً، ثم استشارة الطبيب، والطوارئ إذا لزم الأمر. لقاؤنا والدكتور إبراهيم شكري استشاري طب الأطفال للشرح والتفصيل.
أسباب شائعة لارتفاع حرارة الأطفال
العدوى الفيروسيّة أكثر أسباب ارتفاع درجة حرارة الأطفال شيوعاً، وعلى الرغم من وجود بعض الأدوية المضادّة للفيروسات، إلّا أنّه غالباً ما يقتصر علاج هذا النوع من الحمّى على الراحة، وشرب السوائل.. وقد يصف الطبيب أحد الأدوية الخافضة للحرارة؛ للمساعدة على تخفيف الانزعاج والأعراض الأخرى المرافقة للحمى عند الطفل.
العدوى البكتيرية: في هذه الحالة يكون العلاج الأفضل وصف الطبيب للمضاد الحيوي المناسب لحالة الطفل ونوع العدوى.. مع ضرورة عدم تأخير علاج ارتفاع حرارة الأطفال، الناتج عن العدوى البكتيرية؛ خوفاً من المضاعفات التي تنتج عن عدم علاجه.
التَّسنين: على النقيض ممّا يعتقد؛ فإنّ تسنين الطفل أو ظهور أسنانه لا يسبّب ارتفاعاً في حرارة الجسم، وإن حدث ارتفاعٌ بسيط يكون نتيجة الالتهاب الحاصل في اللثة و لا يستدعي العلاج.
وقد يحدث ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال دون وجود سببٍ واضح، وفي هذه الحالة تجدر مراجعة الطبيب، أو اتباع بعض التدابير المنزلية التي تُساعد على خفض درجة حرارة الجسم.
يقتصر علاج ارتفاع حرارة الأطفال بعد التطعيم على الراحة وشرب كميّة كافية من السوائل، ويمكن استشارة الطبيب حول إمكانيّة استخدام دواء خافض للحرارة بحسب حالة الطفل.
التدابير المنزلية لخفض حرارة الطفل
من المهم حصول الطفل المصاب بالحُمَّى على قسط كافٍ من الراحة والنوم، إذ يُساعد ذلك على شفاء الطفل بشكل أسرع، مع ضرورة التأكيد على عدم إجبار الطفل على الراحة عند بدء استعادة نشاطه.
يجب على الأهل أن يحرصوا على حصول طفلهم المصاب بالحمى على كميات كافية من السوائل لتجنب الإصابة بالجفاف، وفي حال كان الطفل رضيعاً يُنصح بزيادة عدد مرات الرضاعة وعدم إعطائه الماء إلّا بحسب توصيات الطبيب المختص.
أما بالنسبة للأطفال الأكبر سناً فيجب الحرص على شرب كمية كافية من الماء، وتقديم الحساء المحضر منزلياً إذ يُساعد على إعادة توازن المعادن التي خسرها الطفل خلال فترة مرضه، إضافةً إلى أنها سهلة الهضم.
وضع الطفل في حمام ماء دافئ، يمكن أن يُساعد وضع الطفل في حمام ماء فاتر على خفض درجة حرارة جسمه، إذ يُشار إلى أنّ وضع الماء الفاتر يُساهم في التخفيف من حرارة الجسم عند تبخر الماء من بشرة الطفل.
وهذا يُساعد على تبريد الجلد وخفض الحمى، كما يُنصح باستخدام ماء فاتر وتجنب استخدام الماء البارد؛ لما له من آثار سلبية على صحة الطفل، فقد يؤدي وضع الطفل في حمام ماء بارد إلى شعور الطفل بالرجفة أو الرعشة والتي بدورها قد ترفع حرارة الجسم.
تابع: تدابير لخفض الحرارة
وفي حال عدم قدرة الطفل على الجلوس في حوض الاستحمام، يمكن للأم وضع الماء الدافئ على منشفة ووضعها على جسم الطفل، مع عدم إضافة أي شيء إلى الماء بهدف خفض الحرارة،حتى لا يمتصه الجلد.
ويُعدّ تطبيق كمادات الماء الفاترة من أشهر الطرق المستخدمة لخفض حرارة الجسم عند الأطفال، خاصةً عند ارتفاعها نتيجة التعرض لبعض العوامل البيئية، كممارسة التمارين الرياضية، أو بقاء الطفل خارج المنزل في الأوقات الحارة لفترات طويلة.
والكمادات توضع على أماكن محددة بهدف خفض درجة حرارة الجسم، كمنقطة الجبين، ومنطقة الإبط ومنطقة الأربية، مع ضرورة التأكيد على عدم استخدام كمادات الماء الباردة جداً أو أكياس الثلج.
استخدام الأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبية، ويعتمد اختيار العلاج الدوائيّ المناسب على عُمُر الطفل المصاب، مع الالتزام بدقّة بالجرعة الموصوفة من قِبل الطبيب أو الجرعة المذكورة في النشرة الدوائيّة.
· ومن الأدوية التي يمكن استخدامها ما يأتي:
دواء الباراسيتامول: لا يُعطى للأطفال دون عمر الشهرين إلا بأذن من الطبيب.
كما لا يُعطى دواء الآيبوبروفين: إلّا إذا أشار الطبيب بذلك بعد6 أشهر من عمر الطفل.
و لا يُعطى دواء الديك لوفيناك للأطفال دون عمر السنة.. إلّا إذا أشار الطبيب بذلك.
حالات تستدعي مراجعة الطبيب
يُشار إلى أنّ بعض حالات ارتفاع درجة حرارة الأطفال تتطلّب مراجعة الطبيب على الفور، وعدم الاكتفاء بمحاولة خفض حرارة الطفل في المنزل، كما يأتي:
الرضع الذين لم تتجاوز أعمارهم 3 أشهر وتجاوزت درجة الحرارة عن 38 درجة مئوية.. أو ارتفاع درجة حرارة الأطفال الأكبر سناً عن 39 درجة مئوية.
أو استمرار الحمى لمدة يوم عند الأطفال ممن لم تتجاوز أعمارهم عامين، أو استمرارها لمدة 3 أيام للأطفال ممن تجاوزت أعمارهم عامين.
معاناة الطفل من بعض المشاكل الصحية، كمشاكل القلب، والذئبة، وفقر الدم المنجلي.. أو مرافقة الحمى لبعض الأعراض الأخرى، وتشمل: الطفح الجلديّ، والألم عند التبوّل.
عدم قدرة الطفل على شرب السوائل.. الإسهال أو التقيؤ المتكرر.. ألم الأذن.. التهاب الحلق.
حالات تستدعي زيارة الطوارئ
يجب على الأهل التوجه المباشر للطوارئ في حال ظهور الأعراض الآتية: صعوبة التنفّس. زرقة الشفتين أو الجلد. تقيؤ مصحوب بصداع أو بتصلّب الرقبة. ترنح وعدم استجابة الطفل للمؤثرات الخارجية. طفح جلديّ مشابه للكدمات. نوبات عصبية.