أجمع مختصون سياسيون خلال حديثهم لـ"فلسطين الآن"، أن اجتماع القاهرة ولد ميتاً قبل أن يبدأ في نهاية الشهر الجاري، وذلك في ظل استمرار الاعتقالات السياسية التي تقوم بها السلطة وملاحقتها واعتقالها للمقاومين والنشطاء.
وأكد المختصون أن ما تسعى له السلطة هو إرضاء الإدارة الأمريكية ودولة الاحتلال من خلال الإصرار على نهجها المتبع في الضفة الغربية.
وكانت مصر قد دعت إلى اجتماع "الأمناء العامين" نهاية يوليو الجاري بالقاهرة، للاتفاق على جملة من القضايا، وسط تحذيرات من الفصائل بأن الاجتماع مهدد بالفشل حال استمرت السلطة في سلوكها.
وُلد ميتا
المختص والمحلل السياسي علاء الريماوي رأى أن اجتماع القاهرة ولد ميتاً، ولن يكون هناك إضافة فيه، قائلاً: "اجتماع القاهرة فرغ من مضمونه، بناءً على ذلك أرى أنه لن يكون هناك أي تغير في هذا الأمر".
وعبر الريماوي خلال حديثه لـ "فلسطين الآن" عن أمله أن تلحق السلطة الفلسطينية في ركب المقاومة الفلسطينية، معتبرًا أن المقاومة ليست مشرعة ضد السلطة، بل هي خيار الشعب الفلسطيني لحماية نفسه، وعلى السلطة أن تعيد الاعتبار في تقييم سلوكها العام تجاه المقاومة الفلسطينية والتعاطي معها.
وأضاف: "كلما كان تجانس في الأفكار تصبح دائرة الوحدة أفضل، وعندما يصبح هناك تباعد فالخيارات ستكون صعبة"، آملاً ألا تصل دائرة الخصومات الداخلية إلى حدود نخسر معها كل شيء في الضفة الغربية في ظل عربدة المستوطنين وجنود الاحتلال.
وتابع: "إذا تُركت المقاومة في الضفة الغربية دون غطاء سياسي سنخسر كل شيء تحت مسمى المقاومة، وكتجربة مع السلطة الفلسطينية إذا وضعت قوتها في ملاحقة من كان في مواجهة المقاومة تستطيع أن تقتل هذه البيئة، وهذا ما نخشها مثل ما حصل في مخيم جنين".
اجتماع روتيني
من جانبه، رأى القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ماهر الأخرس أن ما يحدث الآن لم يختلف عن السنوات السابقة من تغول السلطة ومحاولة قمع الحرية والمقاومة في الضفة الذي لم تنجح به، مؤكدا أن "الكل الفلسطيني يجمع على أن يكون عدوه الاحتلال".
وقال إنه كلما حاولت السلطة أن تستقوي على الإرادة الفلسطينية ومقاومتها، يظهر الاحتلال بشكل بائس فيقتل ويهدم ويدمر فيجمع الجميع بوحدة واحدة وتسقط كل الخلافات، فالسلطة لن تكون قريبة من همّ الشعب الفلسطيني.
وبين الأخرس خلال حديثه لـ"فلسطين الآن"، أن الخلافات واردة في كل بيت وكل دولة، ولكن نحن الفلسطينيين ما يجمعنا هو الهم ومقارعة الاحتلال، مشيرا إلى أن السلطة ستبقى محدودة في أن تسيطر على الوضع ولن تتمكن من ذلك، لأن الاحتلال لم يمكن السلطة من قمع المقاومة الفلسطينية.
ولفت إلى أن الاحتلال يسعى للسيطرة على هذه الأرض ويقتل الشعب الفلسطيني ويضيق عليه، معتبرًا أن "السلطة لن تستطيع أن تحيد الاحتلال جانبا لأنه سيظهر في أي وقت يقتل ويعربد"، مؤكدًا أن المقاومة تنظر إلى الهم الأساسي وهو الاحتلال متغاضية عن أفعال السلطة.
ووجه الأخرس رسالة إلى الفصائل الفلسطينية: "لو أنهم كانوا جادين في الوحدة الوطنية على أساس مقاومة الاحتلال وأصرت السلطة على نهجها بالتعاطي مع الاحتلال والتنسيق الأمني، فإن هذا الاجتماع سيفشل".
وأضاف أن السلطة مكبلة باتفاقيات كثيرة لن ترضى عليها "إسرائيل" ولا الإدارة الأمريكية، مؤكداً أن السلطة ملتزمة في هذه الاتفاقيات ولن تتراجع عنها وهذا ما سيجعل اللقاء محتم عليه بالفشل.
فشل الاجتماع
من جانبه، اعتقد الكاتب والمحلل السياسي عمر عساف أنه لا أحد يرغب في المواجهة مع الاحتلال، ولكن سلوكه وجرائمه تستدعي على الجميع أن يتجاوز أي إشكاليات أو سلوكيات خاطئة.
وأكد عساف خلال حديثه لـ"فلسطين الآن" على ضرورة أن توقف أجهزة السلطة التعدي على المقاومين الفلسطينيين واعتقالهم، وقمع حرية الرأي والاعتقالات السياسية؛ حتى لا يزيد الاحتقان حيث المستفيد الوحيد منه هو الاحتلال الإسرائيلي.
ورأى ما يجري عمليا يؤسس لفشل اجتماع القاهرة إذا لم تهيأ الأجواء اللازمة لنجاحها، ومن أهم أسباب نجاحه وقف الاعتقالات السياسية ووقف التنسيق الأمني، فهذه الأمور يجب أن تسبق الاجتماع حتى يكون ناجحاً.
وختم حديثه بقوله: "واجب أن يتحرك الجميع باسم الشارع الفلسطيني لردع السلطة عن سلوكها لأنها لم تتراجع لا بالمنطق ولا بالنصيحة، فقد تتراجع بالإجماع الوطني الفلسطيني ويجب أن يتكاثف هذا الضغط".