موهبة كشفتها إصرار حقيقي، أو تحد غير مسبوق لفقر وسوء حال، جعل من الفتى حسام ذو 21 عاما يقرع طبول الفرح بأدوات منزلية بسيطة، ليبث في نفسه روح الإصرار والتحدي.
الشاب حسام قاسم، والذي يقطن في مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، لديه موهبة الطبل منذ نعومة أظافره، وحاول أكثر من مرة أن يملك آلة للدرامز من أجل أن يكون في مكان أفضل، إلا أن الفقر كان عائقاً أمامه.
ويقول الشاب حسام، خلال مقابلته مع مراسل "فلسطين الآن"، إن آلة الدرامز من أحب آلات الموسيقى إلى قلبه، مبيناً أنها من أبرز الآلات الموسيقية المعتمدة على إيقاع الطبلة في المقام الأول.
وأضاف: "بدأت أجمع عدداً من الأدوات المنزلية ومقتنيات أخرى منها بلاستيكية وحديدية، من أجل تشكيل آلة الدرامز، لأنجح في النهاية بتشكيل آلة درمز متكاملة الأجزاء من أربعة أقدام".
وتابع: "لم يكن أحد يتخيل أن بإمكاني صنع درامز لي أعزف عليه وقتما أشاء كلما شعرت أن بداخلي حاجة تدفعني لدق طبول هذه الآلة".
وأكمل: "الجميع حولي من الأهل والأقارب والأصدقاء كانوا ينتظرون وبشغف ماذا يمكن أن أنتج من هذه الأدوات، وهل بإمكاني صنع درامز أم لا، لكنهم حين رأوني وأنا أعزف عليها أدركوا أن الأمر لم يكن مستحيلاً بالنسبة لي، فلقد تحديت جميع التساؤلات والمعيقات واستطعت أن أجعل من هذه الأدوات درامز خاصاً بي".
واختتم حديثه: "كلي أمل على أن تصل موهبتي هذه لخارج غزة، وأن أحقق حلمي الكبير بأن أصبح عازفاً مشهوراً، يسمعني ملايين الناس وأطرب أسماعهم فرحاً بألحاني".
ويعيش حسام أوضاعاً غير مستقرة منذ صغره حاله حال آلاف الغزيين ممن استنزف الحصار منهم الكثير من الأحلام، لكن حسام استطاع التغلب على ذلك والتمسك بخيط أمل يجعل من هذا الدرامز بداية لما يصبو إليه.