إلى جانب جده وجدته وأعمامه الثمانية، وقف مصطفى ابن الشهيد محمد أبو بكر ابن قرية الجنيد غرب مدينة نابلس يستقبل المهنئين له بمناسبة نجاحه بامتحان الثانوية العامة، وسط حزنه على غياب والده عن هذه الفرحة التي انتظراها سوية.
أبو بكر الملقب بالشهيد المشتبك ارتقى في مواجهات مسلحة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت نابلس صباح الثالث من نيسان ابريل الماضي، كانت تربطه علاقة صداقة بنجله الأكبر مصطفى، حيث كان يصطحبه معه إلى كل مكان يذهب إليه.
يقول مصطفى "غياب والدي الذي هو أعز أصدقائي، كانت فاجعة كبيرة. لن أنساه يوما، لكنني وعدته أن انجح في "التوجيهي"، والحمد لله لقد أوفيت له بالوعد".
ويشير إلى أن "العام الدراسي كان صعبا بشكل عام، بعد الإضراب الذي نفذه حراك المعلمين لنحو شهرين، لكن الأصعب عليه كان استشهاد والدي".
يصف الموقف قائلا "حقيقة في بعض الأحيان أفقد الرغبة كليا في الدراسة. لمن أدرس؟ ولماذا؟ لكن تشجيع جدي وجدتي والتفاف أمي وأعمامي حولي، خفف عني مصابي".
ويهدي مصطفى الذي يفكر بالتخصص في المجال الأمني، نجاحه لروح والده، ولكافة أرواح الشهداء وذويهم.
أما جده وجده، فقد احتضناه مرارا، وكادت الجدة أن تذرف الدموع، لولا أنها كانت تكثر من ذكر الله والترحم على ابنها.
يقول الجد "هذه أول فرحة لنا بعد استشهاد ابني، لقد ذهب النور من بيتنا، وعشنا أياما صعبة لا تنسى، لكن الأمل عاد إلينا من جديد من خلال ذرية محمد، ألا وهو ابنه مصطفى، الذي أنار لنا الطريق من جديد بنجاحه".
ويشير الجد إلى أن حفيده وفور تلقيه النتيجة، سجد شكرا لله، ثم ذهب إلى قبر والده في مقبرة القرية وقرأ له الفاتحة واهداه النجاح.
يقول "كنّا معه، لم نتماسك أنفسنا، لكننا صابرون وراضون بقضاء الله وقدره، والحمد لله ان ابننا مات شهيدا مرفوع الرأس".
