في الوقت الذي تواجه فيه دولة الاحتلال أزمة داخلية مستحكمة، فإن المخاوف لديها تتعلق بتعاون المنظمات المعادية لها في محاولة لاستهدافها.
ناعوم أمير المراسل العسكري لصحيفة "مكور ريشون" اليمينية، زعم أن "قادة القوى المعادية للاحتلال يراقبون عن كثب ما يحصل من قتال في الشوارع الإسرائيلية، وما تشهده الدولة من حالة تمزيق غير مسبوقة، باعتبار ذلك حلم الحرس الثوري الإيراني الذي تتمثل مهمته في استهداف الاحتلال الإسرائيلي، حيث استثمروا المليارات في الأسلحة التي تم تهريبها إلى المنطقة، وقضوا وقتهم في التخطيط لمهاجمتها".
وأضاف أن "ما يقلق دولة الاحتلال في هذه الآونة هو مواصلة القوى المقاومة في المنطقة جس النبض الإسرائيلي، وترسل وحداتها النخبوية لتحييد القوات على الحدود الشمالية، فيما تواصل حماس تعزيز بنيتها التحتية المسلحة في الضفة الغربية وداخل دولة الاحتلال، وفي إسرائيل ذاتها هناك جهود كبيرة لحمل مئات الطيارين على عدم الانخراط في الخدمة العسكرية بصفوف الاحتياط، ومؤخراً صدر إنذار في المؤسسة الأمنية أن التنظيمات المحيطة بدولة الاحتلال تخطط للقيام بعملية مشتركة".
وكشف أنه "تم تسليم هذا التحذير لأعضاء مجلس الوزراء من قبل رئيس شعبة العمليات ورئيس القوات الأمنية الذين وصلوا بطريقة غير عادية لاطلاعهم أن "الأعداء" على الجانب الآخر، يرون في الواقع القائم في الدولة بأنه فرصة لضربنا، ولعل الجزء المقلق من القصة ليس رغبتهم في تدميرنا، بل في حقيقة أنهم معًا: الإيرانيون وحزب الله وحماس مع الجهاد".
وأشار أن "لقاء ممثلي المنظمات المعادية للاحتلال يحمل رسالة مقلقة له وتتمثل بـ"التآزر"، وبالتالي فقد بات على قناعة أنه حيثما يتم فتح جبهة عسكرية قتالية معينة، فسوف يتم استخدامها لإلحاق الأذى به على جبهات أخرى أيضًا، وجيش الاحتلال يسمي هذه الاستراتيجية "الساحات المتعددة"، أي أن إسرائيل ستكون على موعد مع حرب ستأتي من عدة أماكن بوقت واحد، وسيضطر جيشها للقتال على جبهات عدة، وفي وقت واحد".
وأوضح أن "الأمر لا يتعلق فقط بلبنان وغزة، إنه أيضًا إطلاق صواريخ من إيران وسوريا، حيث يوجد بالفعل قدر كبير من الدوافع، رغم منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، ومواصلة المعركة بين الحروب، والضربات الجوية بشكل أساسي على شحنات الأسلحة القادمة من إيران، وكل ذلك يحصل مع وجود احتمال كبير لاستمرار الإسرائيليين في الانشغال بالجبهة الداخلية، والدولة ممزقة بين المؤيدين والمعارضين، وعلى طول الطريق تمزق ردعها إلى أشلاء".
تكشف هذه المخاوف حقيقة مفادها أن جيش الاحتلال يتفهم الوضع الذي تجد القوى المعادية نفسها فيه، وهو يبذل جهودًا كبيرة لإبقاء جنوده في منظوماتهم القتالية، وفي نفس الوقت يعدّ خططه الدفاعية والهجومية في حال قرر الطرف الآخر الاستفادة من الأزمة الإسرائيلية الحالية، التي تشكل بالفعل تهديدًا حقيقيًا للدولة.
