بينَ زُقاقِ خانيونس جنوبَ قطاع غزة العتيقة، انطلقتْ صرخةٌ في المهدِ لطفلٍ سيغدُو رُعبًا يطاردُ الاحتلالَ في كُلَ مكانٍ وزمانٍ، ويحيل نهارَ تل أبيبِ وضواحيها إلى نارٍ وجحيمٍ يحرقُ خططَ الاحتلالِ ويُبدد زيفَهم ويسحقُ كبرياءهم في كل جولةٍ ومواجهةٍ وساح.
مُحمّد دياب إبراهيم الضيف "أبو خالد" أبصرَ النّورَ في الثاني عشر من آب/أغسطس لعامِ ألف وتسعمئةٍ وخمسةٍ وستين ميلادية.
ترعرعَ مُجاهدًا حاملًا البندقيةَ ومطلقًا الرصاص نحو صدور الاحتلال، حتى دوّخ أجهزة أمنهم وبات المطلوب الأول للاحتلال، إلا أن الاحتلال قد فشل في خمس محاولات في اغتياله، ليصبح كابوسًا وعقدة لكل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
ساهمَ الضيفُ في بناء كتائب الشهيد عز الدين القسام في الضفة الغربية، وعمل على تطوير الكتائب وقدرتها العسكرية بكل اقتدارٍ.
يتحلى الضيفُ بالسرية التامة، وباعتراف العدو الذي قال إنه يتمتع بقدرةٍ فريدةٍ على البقاءِ، فيما كانت آخر محاولات الاغتيال عام 2014 في معركة العصف المأكول التي فشلت، لتضاف خيبة جديدة إلى خيبات الاحتلال.
58 عامًا، والضيف يواصلُ جهاده ونضاله في كل السّاحات بكل سريةٍ تامةٍ، متطلعًا إلى تطوير قدرات المقاومة على جميع المستويات، متطلعًا لتحرير فلسطين بجيشِ القسّام الذين كان له بصمات واضحة في تجهيزه وإعداده.
58 عامًا والضيف ما زال يُصدح باسمه في كل الميادين، في الأقصــى وشوارع القدس وأزقــة نابلس والخليل وطولكرم، وحواري غزة وميادينها، فأصبح رمزًا وأيقونة للمقاومة والجهاد لا يختلف عليه اثنان.
فطوبى لهذا الضّيفِ في عيدِه الثامن والخمسين، طوبى لجهاده وصبره واحتسابه على فقد الزوّجة والأبناء، طوبى له على هذا الإعداد والتجهيز والتطوير..