تواصل سلطات الاحتلال محاولاتها الخبيثة لتهويد المدينة المقدسة، ولعل أبرز هذه المخططات التهويدية "أسرلة" المناهج الفلسطينية لخلق جيل مقدسي جديد يتشرب من الاحتلال معلوماته ويغيّر عقليته وتفكيره.
الباحث والمختص في شؤون التعليم في القدس المحتلة زيد حسن القيق قال إن اشتداد الحرب الإسرائيلية على التعليم في القدس بعدما قرر ما يسمى بوزير مالية الاحتلال تجميد أموال التعليم في القدس هو جزء من مخططات قديم لإذابة المقدسيين أو حتى سحقهم.
وأوضح القيق أنه وفي مطلع شهر حزيران 2023 قَدم أحد أعضاء حزب الليكود إلى الكنيست مشروع يشترط على المدارس قبل حصولها على ترخيص للعمل "بأن تكون "متلائمة مع المنهاج الدراسي الإسرائيلي"، ما يدل على أن المدارس المستهدفة هي مدارس القدس المحتلة.
ولفت إلى أنه وبعد الانتخابات البرلمانية الاحتلالية الأخيرة وما نتج عنها من وصول المتطرفين إلى داخل الكنيست ظهر تيار جديد متطرف داخل مؤسسات القرار الإسرائيلي تتعارض مع السياسات القائمة اتجاه التعليم في القدس.
وأشار إلى أن السياسة القائمة بناء على ما جاء في ما أطلق عليه الخطة الخمسية الأولى والتي بدأت في العام 2017 وكُشف عنها في صحيفة هآرتس الصهيونية في العام 2018 تهدف إلى دمج وإذابة المقدسي بالمجتمع الإسرائيلي من خلال التعليم والاقتصاد.
وبيّن القيق أن هذه السياسة قامت على زيادة عدد المدارس التي تدرس المناهج الإسرائيلية ثم تفضي إلى دخول الطالب المقدسي إلى جامعات إسرائيلية وبالتالي تمكنه من اللغة العبرية واندماجه في سوق العمل الإسرائيلي ليصبح " مواطن صالح" على حد قولهم.
ونوّه إلى أن هذه السياسة لم ترق للمتطرفين الجدد الذين كانت وزارة المالية من نصيبهم، فهم يتبنون فكرة سحق المقدسي، وتعارضت مع رؤية الشاباك الذي يريد إذابة المقدسي في المجتمع الإسرائيلي.
وأكد على أن فرض المنهاج الإسرائيلي ومنع تدريس المنهاج الفلسطيني بالقوة، سيضع المؤسسات التعليمية المقدسية أمام قرارين، إما الإغلاق أو القبول بتدريس المنهاج الإسرائيلي للمحافظة على المؤسسات وما تقدمه من أنشطة لا صفية تدعم هويتنا وتراثنا من خلال تضعيف دور المنهاج وزيادة دور المعلم.
وأضاف أنه وعلى الصعيد الدولي فإن سياسة الاحتلال تصطدم مع اتفاقية جنيف في موادها 24 و50 والتي تنص على أن الشعب المُحتل يجب أن يتعلم وفق ثقافته ومن شخص ينتمي إلى هذه الثقافة، وفي ظل الاعتراف الدولي فإن القدس هي منطقة محتلة وليست ضمن ما يسمى دولة "إسرائيل".