21.11°القدس
20.82°رام الله
19.97°الخليل
24.69°غزة
21.11° القدس
رام الله20.82°
الخليل19.97°
غزة24.69°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: الوطنية المفترى عليها

ما الوطنية الفلسطينية ؟ قد يبدو من السذاجة أن نسأل فصائل العمل الوطني والإسلامي عن تعريف الوطنية الفلسطينية، فعمر النضال الوطني مديد طويل، ومفهوم الوطنية لا يختلف عليه اثنان، غير أن أحد قيادات اللجنة المركزية لحركة فتح اشتاق للهجوم على حركة حماس، فزعم أن حماس تغادر الوطنية الفلسطينية إلى الشراكة مع الإخوان المسلمين؟!، وأنها تسعى للتوطين في سيناء وإلى إقامة إمارة في غزة وفي سيناء، في دعوة صريحة مكشوفة للتحريض على حركة حماس في الرأي العام المصري مدعياً أن الجيش المصري يرفض هذا، ولن يسمح به حتى لو سمح به الرئيس محمد مرسي ؟!. لا أود تسمية صاحب الزعم، لأن الكلام مع القادة يجب أن يكون خفيفاً ومؤدباً، حتى حين تكون (الكذبة) كبيرة، وحتى حين يكون التدليس واضحاً، والأهداف التي يسعى إليها معروفة. الوطنية الفلسطينية لا تعني التوطين، ولا تعني أيضا الشراكة مع محمد مرسي والإخوان، ولكنها لا تعني أيضا الشراكة مع (إسرائيل)، والتنسيق الأمني مع (إسرائيل)، وترويج مخططات (إسرائيل)، ونشر أكاذيب الإعلام الإسرائيلي لضرب الساحة المصرية، وضرب ساحة حماس بحجر كاذب، من منبر إعلامي، وبلا دليل. الشعب الفلسطيني وبالذات سكان قطاع غزة رفضوا التوطين في سيناء قبل أن يعرف الشعب الفلسطيني حركة فتح، أو حركة حماس، الشعب خرج ضد المشروع الصهيوني في الخمسينيات وتظاهر ضده، مؤكداً أن الوطنية الفلسطينية هي في تحرير فلسطين. غير أن الوطنية الفلسطينية تشوهت تشوهاً حقيقياً حين اعترفت الشخصية المتحدثة ومن تمثل بحق (إسرائيل) في الوجود على78% من أرض فلسطين وتعاونت معها لقمع المقاومة واعتقال المقاومين. الوطنية الفلسطينية ليست شراكة مع نتنياهو، وليست شراكة مع أوباما، وليست شراكة مع الرباعية الدولية. ومن يعاني من أمراض تفتك بالوطنية عليه طلب طبيب لأمراضه، ولا يجوز له أن يسقط أمراضه على الأصحاء، لاسيما إذا كانت حماس وكان الإخوان أنفسهم يرفضون قولاً وعملاً التوطين ولا يقبلون بغير فلسطين وطنا. لقد دخلت الوطنية الفلسطينية في مأزق واضطراب شديد بعد أن وقعت قيادات على اتفاقية أوسلو التي اعترفت بإسرائيل، فدخل إلى مفهوم الوطنية الفلسطينية العتيدة كما يفهمها رجل المركزية، التنسيق الأمني وقمع المقاومة، ومصادرة أسلحتها، وإسلام القرار الوطني للمال السياسي. إنه لمن المؤسف أن يشارك أعضاء في مركزية فتح في التحريض على الإخوان و على محمد مرسي، وعلى حماس معاً، متخيلين أن الثورة المضادة قادمة لا محالة إلى كرسي القيادة ومن ثمة يحملون تنظيماتهم مسؤولية الشراكة مع المحتل الذي يوجه الثورة المضادة، ويوجه الإفساد في سيناء