يموت الأسرى المرضى في سجون الاحتلال بشكل بطيء وممنهج، نتيجة استمرار سياسة الإهمال الطبي الممارسة ضدهم من إدارة السجون الإسرائيلية، لكن ردود الأفعال الرسمية والشعبية على الساحة الفلسطينية، تشير إلى أن قضية الأسرى منسية وليست في حسابات أحد. هذه النتيجة هي ما توصل لها مدير المركز الحقوقي "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، فؤاد الخفش، وهو يتحدث عن الوضع الصحي الصعب الذي وصل إليه الأسير ميسرة أبو حمدية، المصاب بسرطان الحنجرة، والذي تم نقله مؤخراً لمشفى سجن "سوروكا" في وضع صعب للغاية. وأوضح الخفش في تصريح وصل "[color=red][b]فلسطين الآن[/b][/color]" نسخة عنه اليوم الاثنين، أن الحراك الشعبي المتضامن مع الأسرى في السجون الإسرائيلية تراجعت بشكل لافت، وأن ما يجري من تحركات شعبية يغلب عليها طابع العاطفة وليس الديمومة والرغبة في العمل لإيجاد حل لإنهاء معاناتهم. وأردف: "عندما نتحدث عن إضرابات أسطورية، وأسرى يموتون، واعتقال إداري متزايد ومستمر، وعزل لآخرين، وتحرك رسمي أقل من المأمول، وغياب لدور الفصائل ومنظمات المجتمع المدني فإننا نتحدث عن وضع من شأنه أن يجعل مصلحة السجون الإسرائيلية تتمادى في اعتداءاتها ضد الأسرى والمعتقلين في السجون". [title]منظمة الصحة العالمية[/title] من جانبه، توجه مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات" بنداء إلى منظمة الصحة العالمية ومنظمة الصليب الأحمر الدولي لتشكيل لجنة طبية دولية متخصصة لزيارة الأسرى المرضى والاطلاع على ظروفهم الاعتقالية وأوضاعهم الصحية والأمراض التي يعانون منها. ودعا المركز المنظمات الدولية لزيارة الأسرى من ذوي الحالات المرضية الصعبة والحرجة وفي مقدمتهم ميسره أبو حمدية الذي يتهدده خطر الموت في كل لحظة بسبب إصابته بسرطان الحنجرة. كما ذكر أن الأسير محمد التاج يواصل حياته على مدار الساعة من خلال جهاز التنفس الصناعي ويعاني من تكلس وفشل بعمل الرئتين، وكذلك الأسير سامر العيساوي الذي دخل اضرابه المفتوح عن الطعام شهره التاسع على التوالي ولم يتبق منه إلا الروح والإرادة. ولفت المركز إلى أن الأسيرين منصور موقدة وخالد الشاويش اللذان يعانيان من شلل نصفي يمنعهما عن الحركة، ومعتصم رداد المصاب بالسرطان في الأمعاء، وغيرهم من الأسرى المرضى المحتجزين في عيادة سجن الرملة وفي مختلف السجون الذين يتعرضون لإهمال طبي متعمد ولسياسة الموت البطيء. وأشار "حريات" في تصريح وصل "[color=red][b]فلسطين الآن[/b][/color]" نسخة عنه اليوم الاثنين أن توجهه بهذا النداء "يأتي في وقت يزداد فيه تردي الوضع الصحي لعدد من الحالات المرضية الخطرة وتتفاقم فيه سياسة الإهمال الطبي، وترفض مصلحة السجون السماح بإدخال أطباء أخصائيين لمعاينة الحالات الصعبة". وأكد أن الحالة الصحية للأسير أبو حمدية تدق ناقوس الخطر تجاه كل الوضع الصحي للأسرى والمرضى بوجه خاص، ما يستدعي تدخلاً دولياً عاجلاً من منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي وكل الجهات الدولية والحقوقية الأخرى للضغط على "إسرائيل" التوقف عن سياسة الإهمال الطبي وإطلاق سراح الحالات المرضية الحرجة التي يفيد بها تقرير اللجنة الطبية الدولية المقترحة وتحميل هذه الحكومة المسؤولية عن حياتهم. وختم بالقول: "نتطلع لدور استثنائي في هذه المرحلة من السلطة الفلسطينية وممثلي الدولة في المحافل الدولية وفي أروقة الأمم المتحدة لفضح الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم، وتحميل الحكومة الإسرائيلية ومصلحة السجون وأطباؤها المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى المرضى وإلزامها بإطلاق سراحهم".