على أثر العملية الفدائية التي أدت إلى مقتل مستوطنَينِ في بلدة حوارة طالبت صحيفة إسرائيلية بشن عملية عسكرية يستعيد فيها الكيان الإسرائيلي الردع على مدى عشرين عامًا قادمة، وأضافت الصحيفة: "طالما أن نتنياهو ووزير أمنه ومجلس الوزراء السياسي لم يشرعوا بتنفيذ العملية العسكرية فمحكومٌ علينا أن نستمر في الحزن على موتانا"، من جانبه أوعز وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت بزيادة الجهود في العمليات "الدفاعية" على الطرق والمستوطنات في الضفة الغربية، وتوعد منفذ العملية بالوصول إليه وتصفية الحساب معه.
سوف يستمر الإسرائيليون في الحزن على قتلاهم سواء في الضفة الغربية أو داخل المناطق المحتلة عام 48، ولكن ليس لعشرين عامًا قادمة، لأن وجودهم في الضفة الغربية لن يستمر أكثر من بضع سنين، كذلك وجودهم على أرض فلسطين لن يطول بإذن الله، أمّا المطالبة بعملية عسكرية تردع الفلسطينيين لعشرين عامًا قادمة فهي مؤشر على شدة الألم بسبب عملية حوارة وسلسلة العمليات الفلسطينية المؤلمة ضد جيش الاحتلال ومستوطنيه، لم يعد هناك ما يمكن لجيش الاحتلال فعله لوقف المقاومة في الضفة الغربية، الأمن الإسرائيلي في مهب الريح، ولا يمكن لوزير الجيش الإسرائيلي أن يخصص جنديًا لكل مستوطن من أجل حمايته، علمًا بأنه لا فرق بين الجندي والمستوطن سواء من ناحية التسلح والتدريب أو من ناحية الحقد الذي بين ضلوعهم ضد فلسطين وأهلها.
أما حديث غالانت عن تصفية الحسابات فهو حديث مضلل، إذ إن الشباب الفلسطيني هو الذي يطارد الاحتلال ليدفعه ثمن جرائمه، فالاحتلال الإسرائيلي ليس له أي حق في أرض فلسطين سواء في الضفة أو في المناطق المحتلة عام 48، وكما دفع غالانت نفسه ثمنًا باهظًا في جنوب لبنان وفي غزة سوف يدفع ثمنًا مماثلًا أو مضاعفًا في الضفة الغربية، أما اجتماع وزير الجيش وقادة الأمن الإسرائيليين عقب كل عملية فدائية في الضفة وتقييم الأوضاع وإصدار أوامر بزيادة الإجراءات الأمنية والعقوبات على الشعب الفلسطيني، فهي مجرد ملهاة لا طائل منها ولن تتوقف المقاومة، ولن يتوقف استمرار حزن الدخلاء المحتلين على من يسقط منهم نتيجة احتلالهم وجرائمهم اليومية بحق الشعب الفلسطيني، ومع ذلك هناك إمكانية أمام الاحتلال لتقليل خسائره وتخفيف حدة المقاومة ضده لمدة من الزمن وذلك بانسحابه الكامل من الأراضي المحتلة عام 67 بما في ذلك مدينة القدس في إطار هدنة طويلة الأمد ودون اعتراف متبادل لأن شعبنا لا ولن يعترف بحق دولة الاحتلال في أي شبر من فلسطين، وأنا أعيد التذكير بالهدنة طويلة الأمد لأنه ليس هناك مقاومة دون برنامج سياسي، أما فيما يتعلق بحل الدولتين على أساس أوسلو فهو مرفوض جملة وتفصيلًا.