لا شك أن ما قاله صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أشبه برسائل من نار موجهة إلى العدو، أراها كذلك لما احتوته من تهديدات قاسية وحاسمة للعدو الاسرائيلي ولأنها جاءت بعد سلسلة من العمليات الفدائية الموجعة نفذتها حركة المقاومة الإسلامية حماس ضد المستوطنين في الضفة الغربية وجيش الاحتلال.
قال الشيخ العاروري: الاستسلام غير وارد عند شعبنا والشهادة في سبيل الله أسمى أهداف المقاومين، وهذه فاتحة الرسائل للعدو الإسرائيلي، أي دعوكم من التهديد والوعيد وخاصة باستهداف القيادات، فهي لا تخيف صغيرنا حتى تخيف المقاومين والقيادات، وإذا كان الموت بالتهديد لا يخيف القيادة فإن العدو سيصيبه اليأس والإحباط.
الشيخ أكد أن المعركة التي بدأت هي معركة تحرير الضفة الغربية وطرد المستوطنين وكسر حكومة المتطرفين وإفشال مخططاتهم، وقد لاحظنا ذلك في الفترة السابقة وأنا قلت في هذه الزاوية قبل ثلاثة أيام بأن حماس تركز في عملياتها على المستوطنين وكأنها تعمل على ردع المستوطنين وطردهم من الضفة الغربية لأنه لا حق لهم في الضفة الغربية ولا في أي مكان آخر في فلسطين، ولأن جرائمهم ضد شعبنا لم يعد يمكن السكوت عنها، والقصد أن كلمات العاروري ليست مجرد كلام عابر وإنما وصف لما بدأ ينفذ على أرض الواقع، وإعلان الرجل الثاني في حركة حماس عن مثل هذا الهدف سوف يدخل الاحتلال في دوامة جديدة من التخبط والإرباك وكذلك سيؤثر في معنويات المستوطنين، والأهم من كل ذلك هو رسالة موجهة إلى المجتمع الدولي الذي سكت عن الاستيطان بل ودعمه ولكنه الآن يدرك أن الاستيطان أصبح مثل صاعق تفجير قد يذهب بالمنطقة إلى حرب إقليمية قد تعرض وجود الكيان الإسرائيلي إلى خطر غير مسبوق ولا يمكن تخيله.
الرسائل التي وردت في لقاء الشيخ صالح العاروري كثيرة جدًا ولا يمكن تناولها في مقال واحد، إذ وجه رسائل إلى شعبنا وأمتنا ودعاهم إلى الصمود والمساهمة في نصرة القضية الفلسطينية، وكذلك أكد استحالة نجاح (إسرائيل) في تمرير خطة الوطن البديل وغير ذلك من رسائل وإشارات للقريب والبعيد.
وأختم بما قاله الشيخ العاروري عن خطر الحرب على المنطقة: لكل خطوة يخطوها الاحتلال في عدوانه على شعبنا لدينا الخيارات للرد عليها، وأي عدوان على المسجد الأقصى بهدف السيطرة عليه وتغيير الوضع القائم فيه سيواجه بمعركة وحرب إقليمية، ومخططات “سموتريتش” لاقتلاع شعبنا وزرع الاستيطان مكانه، ومخططات نتنياهو لمهاجمة إيران وحزب الله ستتسبب بحرب إقليمية، وحكومة الاحتلال تقود المنطقة إلى حرب.
هذه رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية مفادها بأن صبر المقاومة له حدود وله ما يبرره، فالمقاومة قد تسكت عن بعض الانتهاكات للمستوطنين حين ترى إرهاصات انتفاضة فلسطينية مسلحة وهناك فعل مقاوم يومي و يؤدي إلى سقوط كثير من القتلى والجرحى في صفوف الاحتلال، ولكن في حال التمادي بخطوات عدوانية ضد الأقصى والوجود الفلسطيني فإن المقاومة لن تسكت لأن تلك الجرائم العظيمة لا يكون الرد عليها سوى بالحرب، ويبدو أن حكومة الاحتلال تستدعي الحرب ليس فقط مع المقاومة الفلسطينية وإنما مع أطراف كثيرة.