أصدرت حكومة الوحدة الوطنية بليبيا قرارا بإيقاف وزير الخارجية نجلاء المنقوش عن العمل، وتشكيل لجنة تحقيق؛ وذلك بعد إعلان وزير خارجية الاحتلال أنه التقاها في روما.
وجاء في قرار رئاسة الحكومة، أنه تقرر توقيف الوزيرة عن العمل احتياطيا وتشكيل لجنة للتحقيق معها برئاسة وزيرة العدل وعضوية وزير الحكم المحلي، ومدير إدارة الشؤون القانونية والشكاوى بمجلس الوزراء، لتتولى التحقيق إداريا مع المنقوش.
من جانبها، أوضحت وزارة الخارجية الليبية في بيان لها، أن لقاء المنقوش بكوهين كان عارضا، وغير معد له، ولم يتضمن أي مباحثات رسمية أو مناقشات، وإن موقف المنقوش ثابت من اللقاءات مع أي طرف ممثل لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت في بيان؛ إن الخارجية الليبية تؤكد التزامها الكامل بالثوابت الوطنية تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وتشدد على تمسكها بالقدس عاصمة أبدية لفلسطين، وهذا موقف راسخ لا تراجع عنه.
وتعلن الوزارة أن الوزيرة نجلاء المنقوش رفضت عقد أي لقاءات مع أي طرف ممثل للاحتلال الإسرائيلي، ومازالت ثابتة على ذلك الموقف بشكل قاطع، ووفقا لنهج حكومة الوحدة الوطنية الليبية، والمواقف الراسخة في وجدان الشعب الليبي.
وأغضبت أنباء لقاء المنقوش بوزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين غضبا واسعا في ليبيا.
وعبر المجلس الأعلى للدولة عن غضبه من اللقاء، ودعا الجهات المختصة في الدولة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمحاسبة المعنيين (وزيرة الخارجية)، بما يكفل عدم ترتب أي نتائج على ذلك اللقاء، وضمان عدم تكراره.
وقال المجلس في بيان؛ إن القضية الفلسطينية كانت للشعب الليبي القضية الأم، التي توحد كل الأطياف الليبية مهما كانت اختلافاتهم.
وكانت وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي، أعلنت في وقت سابق الأحد، أن الوزير إيلي كوهين اجتمع بنظيرته الليبية في حكومة الوحدة الوطنية، نجلاء المنقوش، الأسبوع الماضي.
وقال البيان؛ إن اللقاء جرى الأسبوع الماضي في إيطاليا، وعقد بوساطة وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني.
وقال كوهين في بيان: "تحدثت مع وزيرة الخارجية عن الإمكانات الكبيرة للعلاقات بين البلدين، فضلا عن أهمية الحفاظ على تراث اليهود الليبيين، بما يشمل تجديد المعابد والمقابر اليهودية في البلاد".
وجاء في البيان أيضا، أن الوزيرين ناقشا العلاقات التاريخية بين البلدين، و"إمكانية التعاون بين الدولتين، والمساعدات الإسرائيلية في القضايا الإنسانية والزراعة وإدارة المياه".
وتواصلت ردود الفعل الغاضبة على لقاء المنقوش كوهين، وقال العقيد في الجيش الليبي محمد بحرون؛ إن "التواصل مع الكيان الصهيوني والاعتراف به بشكل دبلوماسي، مرفوض جملة وتفصيلاً".
وأضاف: "هذا ضد ما تربينا ونشأنا عليه كمسلمين وعرب. وأن ما يحدث هو قمة الاستخفاف بعقول الليبين ووطنيتهم، ونسف لتاريخ جهادهم ونضالهم الطويل لأجل استقرارهم ورفع الاحتلال عن أرضهم، فكيف لمن رفع هذه الشعارات ولديه تاريخ حافل بقوافل الشهداء والمجد والتفاخر بأنساب المجاهدين أن يرضى بمثل هذا التصرف؟ لن نرضى ولن نقبل".