عادة ما تحدث تغيراتٌ جذريةٌ في جسم المرأة خلال فترة الحمل؛ وذلك بهدف توفير بيئةٍ مناسبةٍ لاحتضان الجنين، إلّا أنّ هذه التغيرات قد تؤثر في صحة الحامل، خاصة بعدما عُرف مؤخراً بأنّ الجهاز المناعي قد تطرأ عليه أيضاً بعض التغييرات طوال فترة الحمل.. عن تلك التغيرات التي تحدث بجهاز المناعة، وتأثيره على صحة الحامل والجنين، والتعرف على بعض النصائح لتقوية جهاز المناعة، وحديث عن المطاعيم.
تغيرات الجهاز المناعي أثناء الحمل
تصبح الحامل أقل أو أكثر عرضة للإصابة بأمراض محددةٍ في أوقاتٍ معينةٍ من الحمل؛ خلال الثلث الأول من الحمل، وأقل عرضة لذلك في الثلث الثاني.
قد تؤدي التغيرات التي تحدث لبعض الخلايا المناعية إلى غياب أو اختفاء الأعراض المرافقة لأمراض المناعية الذاتية لدى بعض النساء الحوامل.
تتسبب هذه التغيرات في زيادة فرصة الإصابة بمضاعفات الأنفلونزا، وأنواع أخرى من العدوى.
تأثير نقص المناعة على الحامل
قد يؤدي نقص المناعة خلال الحمل إلى حدوث أي مما يأتي: تأخر أو بطء نمو الجنين؛ إذ إنّ صحة الجنين تعتمد على قوة جهاز المناعة لدى الأم، وبالتالي فقد يؤدي نقص المناعة إلى نمو متأخر للجنين، أو تطوره بشكل بطيء، أو بشكلٍ غير مكتمل.
زيادة شدة التعب والإعياء، ويُشار إلى أنهما من الأعراض الشائعة خلال الحمل؛ ولكن في حال نقص المناعة تزداد شدة حدوث التعب والإعياء بشكلٍ ملحوظ.
مثل الإصابة بالأنفلونزا بشكلٍ متكررٍ وأكثر من المعتاد.. ارتفاع عدد مرات حدوث غثيان الحمل؛ هو من الأعراض الشائعة خلال الحمل؛ إلّا أنّ نقص المناعة يرفع عدد مرات حدوث غثيان الصباح.
سهولة الإصابة بالعدوى، والجراثيم، والسموم، كما أن جسم الحامل يصبح عرضةً لحدوث الالتهابات.
نصائح وإرشادات لتقوية المناعة
يُنصح بأخذ الفيتامينات أو المكملات الغذائية المخصصة خلال فترة الحمل؛ لأنها تساعد على إمداد جسم الحامل بالعناصر الغذائية اللازمة، كما أنها تساعد على تطور الجنين ونموه، وتحافظ على صحة الأم.
ومن أهم المكملات الغذائية أو الفيتامينات التي يصفها الطبيب للحامل ما يأتي: حمض الفوليك. الكالسيوم. فيتامين د. الحديد.
اتباع حميةٍ غذائيةٍ صحيةٍ له دورٌ مهمٌ في تقوية جهاز المناعة، ويجب أن يحتوي على الكربوهيدرات، والبروتينات، والدهون الصحية بكمياتٍ متوازنةٍ، مع الإكثار من تناول الفاكهة والخضروات، والابتعاد عن الأطعمة السريعة.
شرب كمياتٍ كافيةٍ من الماء؛ إذ قد يؤدي انخفاض ترطيب الجسم وقلة إمداده بالسوائل إلى إضعاف جهاز المناعة، لذلك يُنصح بشرب كمياتٍ كافيةٍ من الماء، فضلاً عن دوره في المساعدة على إخراج السموم الضارة من الجسم.
الراحة والنوم الكافي للحامل
من المهم أخذ قسط كافٍ من الراحة للحفاظ على صحة الجسم، ويُنصح بتحديد ساعاتٍ محددةٍ للنوم، كما يُنصح بأخذ القيلولة عند الحاجة، وينصح بتجنب المكملات الغذائية أو الفيتامينات، التي تساعد على النوم، لأنها تفتقر الأمان.
تُعد الرياضة مفيدةً لصحة الجسم، كما أنّ ممارستها تساعد على النوم بشكل جيد ليلاً، ويُنصح باستشارة الطبيب قبل البدء بممارسة أي نوع من التمارين الرياضية خلال الحمل.
الابتعاد عن مسببات التوتر قدر الإمكان، حيث إنه يؤثر بشكلٍ سلبي في جهاز المناعة؛ كما يُنصح بأن تكون محاطة ببيئةٍ إيجابيةٍ، والضحك يساعد على تقوية جهاز المناعة.
إبقاء الجسم دافئاً: يجب أن تحافظ الحامل على جسمها دافئاً خاصة خلال فصل الشتاء.
مراجعة الطبيب.. ضرورة
يُوصى بالالتزام بالمراجعات الدورية للطبيب، وكذلك في حال الشعور بالمرض؛ للاطمئنان على صحة الحامل وجنينها، كما توجد العديد من الأدوية التي تؤخذ دون وصفةٍ طبيةٍ، والتي تعد آمنة نسبياً خلال الحمل.
أخذ البروبيوتيك.. ويمكن الحصول عليه من مصادره الطبيعية، مثل: تناول الزبادي أو من المنتجات التي تحتوي البروبيوتيك كمكملٍ غذائي؛ إذ إنّه يساعد على دعم جهاز المناعة؛ مما يسهل على الجسم محاربة العدوى.
ولتقليل خطر الإصابة بالأمراض؛ يجدر أخذ الاحتياطات اللازمة؛ كغسل اليدين، وعدم مشاركة الأكواب والأواني، والابتعاد عن الأفراد المصابين بالمرض.
هل يمكن أخذ المطاعيم خلال الحمل؟
تُنصح المرأة التي تُخطط لحدوث الحمل بأخذ اللقاحات أو التطعيمات اللازمة، بالإضافة إلى اللقاحات الروتينية؛ إذ إنّ معظم المطاعيم أو اللقاحات لا يوصى بأخذها خلال فترة الحمل.
وفي حال لم تتمكن من أخذها قبل الحمل؛ فيمكن إعطاؤها لقاح الأنفلونزا ولقاح السعال الديكي خلال الحمل، واللذين يعدان من المطاعيم الروتينية؛ أمّا باقي المطاعيم فينصح بأخذها بأقرب فرصة بعد الولادة؛ حيث إنّ جميع المطاعيم يمكن إعطاؤها بشكل آمن خلال فترة الرضاعة الطبيعية.
وفيما يأتي بعض الأمراض التي تؤخذ لقاحاتها بشكل روتيني والتي يجدر بالحامل أخذها قبل حدوث الحمل، مثل الكزاز، شلل الأطفال، الحصبة، التهاب الكبد الوبائي ب، جدري الماء، الحصبة الألمانية.