حسن رجب، مُهندس معماري ومُصمّم وفنّان مُتحمّس للذكاء الاصطناعي. هو يحاول استخدام أدوات الأخير المعروفة ويجهد في البحث وإجراء التجارب عن تلك غير المعروفة، لتحويل الكلمات والنصوص إلى رسوم، في إطار بحث فني نظري عن العمارة في مصر والعالم. يهتم الفنان متعدد التخصصات بالعلاقة بين التكنولوجيا والتراث الإنساني، وخصوصًا العمارة المصرية بمختلف عصورها.
مُهندس معماري ومُصمّم وفنان بصري مصري مُقيم بولاية كاليفورنيا، بالولايات المتحدة، مع زوجتي وابني البالغ 4 أعوام من عمره. وُلدت في مدينة الإسكندرية، وقضيت معظم حياتي فيها، إذ درست الهندسة المعمارية، بكلية الفنون الجميلة، هناك. منذ فترة دراستي، كان اهتمامي بالفن والتكنولوجيا يتعاظم. بعد تخرجي في العام 2010، توليت العديد من المشاريع في مصر والوطن العربي وأوروبا. كانت المشاريع تتعلق بالتصميم المتحفي أو التصميم الداخلي وتصميم الأثاث والأزياء، مع اهتمام خاص بتطبيقات التكنولوجيا في مجال العمارة، وخصوصاً العمارة الرقمية.
لذا، بعد انتقالي للولايات المتحدة في العام 2018، زاولت التصميم الإنشائي. ومنذ صيف العام الماضي (2022)، بدأت بالاهتمام بالفن وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والربط بينها وبين العمارة والتصميم، ممّا دفعني إلى التفرغ التام لذلك وإنشاء مكتب تصميمي وفني متعدد الأنشطة، بهدف اكتشاف التطبيقات المختلفة للذكاء الاصطناعي في الفن والعمارة والتراث المصري.
استنباط أفكار وطرز فنية
ما موقفك من الآراء الرامية إلى أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر سلبًا في المهن الفنية؟ ومن الذكاء الاصطناعي، في العموم؟
موقفي من الذكاء الاصطناعي اكتشافي وتعليمي؛ طالما كانت الأدوات التي يصنعها الإنسان المحرك الرئيس لأساليب المعيشة وإعادة التعريف بالحدود والفلسفات الفنية والمجتمعية أيضًا. على الرغم من قوة أدوات الذكاء الاصطناعي وما تحمله من تهديدات على مستقبل الفن والتصميم، إلا أني أرى أنه أداة مكملة للخيال الإنساني. طالما أساء الإنسان استخدام أدواته، إلا أن هذا لا يمنع محاولة تطويع تلك الأدوات كامتداد لذهن الفنان واستنباط أفكار وطرز فنية ربما لم تكن لتوجد من دون الاعتماد عل تلك الأدوات.
إطار معاصر للمعايير الفنية والمعمارية الفرعونية
نفذت مفهومًا فنيًّا بوساطة الذكاء الاصطناعي عبارة عن جداريات تعبر عن رسوم فوعونية. حدثنا أكثر عن هذه التجربة.
أنا شديد الاهتمام بالعلاقة بين التكنولوجيا وبين التراث الإنساني، خصوصًا العمارة المصرية بمختلف عصورها. تلك السلسلة المذكورة في السؤال كانت محاولة مني لإعادة اكتشاف وصياغة المعايير الفنية والمعمارية الفرعونية، في إطار معاصر.
هي تجربة لا تزال مستمرة للبحث عن لغة بصرية جديدة مبنية على أسس بعيدة من التأثير الغربي الحديث والذي أصبح قالبًا ماديًّا باردًا ومؤثرًا على العالم بأسره.
ماذا عن المراحل الفنية للتجربة؟
بدأت التجربة بالبحث عن المفردات (بصرية ولغوية) اللازمة للعمل. ثم، استخدمت أدوات الذكاء الاصطناعي لتحويل الكلمات إلى صور، والبحث عن متغيرات بصرية تعكس الفكرة المطلوبة، بدقة.
هل هذه الجداريات قابلة لأن تحل في المساحات الداخلية؟
ليس هناك ما يمنع ذلك. لكن، تجدر الإشارة إلى أن غالبية أعمالي تندرج تحت عنوان الأفكار البصرية أو الفنية. لتحقيق تلك الأفكار على أرض الواقع، هناك ترتيبات من نوع مختلف ومعالجة تصميمية وهندسية، بمعنى أن تحويل الكلمات والنصوص إلى صور عبر الذكاء الاصناعي، لا يزال غير قادر على إعداد تصاميم هندسية، بالصورة التي نعهدها (صور الذكاء الاصطناعي عبارة عن أعمال فنية، وهذه الأخيرة تحتاج إلى برامج مغايرة عن الذكاء الاصطناعي لتدخل التصميم الإنشائي).
ماذا عن تصوراتك المفاهيمية لغرف المنزل الأخرى؟ وماذا يمثل هذا الأخير لك؟
لا تتعلق معالجتي لغرف المنزل على التركيز علي غرفة أو تفصيل بعينه، بل هي نظرة أكثر شمولية لإشاعة إحساس في المنزل عن طريق لغة بصرية.
في مقابل الشاشة، من أين تستلهم مفاهيمك؟
أفكر في هذا السؤال كثيرًا؛ الرد الأفضل عليه هو مقولة الشاعر ليونارد كوهين الآتية: "لو أعلم من أين تأتي الأفكار، لكنت وددت الذهاب إلى هناك كثيرًا".
إمكانيات كامنة لأدوات الذكاء الاصطناعي
لوحاتك رقمية، منفذة بوساطة التقنية؛ في هذه الحالة الأصعب على صعيد التنفيذ، أين يكمن الجانب الفني؟
في رأيي أن الجانب الفني يكمن في الفكرة وفي كيفية استخدام الأدوات في التعبير عنها. حرصت على الدوام على استغلال تلك الأدوات، بصورة لم تستخدم بعد. صحيح أنه من السهل استخدام تلك الأدوات من غالبية الناس، لكن من الصعب للغاية استخدام تلك الأدوات، بطريقة جديدة. إيماني بأن هناك إمكانيات لم تتح بعد لتلك الأدوات لمعرفة قوتها، هو الدافع الرئيس لكل محاولتي التصميمة والفنية الحالية.