حذر رئيس بلدية بلدة سبسطية بنابلس محمد عازم، من مخططات الاحتلال الإسرائيلي لتهويد البلدة والمنطقة الأثرية فيها، في صورة مشابهة تماما لما فعله في البلدة القديمة في مدينة الخليل، وعشرات المواقع التاريخية والأثرية في الضفة الغربية المحتلة.
وأوضح عازم خلال حديثه لـ"فلسطين الآن" أن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة في ساعة مبكرة من صباح اليوم، وضربت طوقا مشددا على المنطقة الأثرية ومنعت الفلسطينيين من الوصول إليها، وضيقت على تحركات المواطنين، فيما اعتلى القناصة أسطح البنايات المطلة على المكان، لتأمين الحماية للمستوطنين المحتفلين بالأعياد اليهودية.
وقال إن حافلات تقل عشرات المستوطنين وصلت بعد أقل من ساعة من اقتحام الاحتلال، وباشروا بنصب خيام في أكثر من موقع من المنطقة الأثرية، امتدت إلى الساحة الرئيسية المصنفة "ب" وفق اتفاق أوسلو.
واعتبر أن "هذه خطوة ليست عفوية"، حيث يحاول الاحتلال فرض أمر واقع بالاستيلاء على المواقع الأثرية، لافتًا إلى أن حكومة الاحتلال رصدت مؤخرا مبلغ 34 مليون شيقل (حوالي 10 ملايين دولار) لتهويدها بالكامل.
وجدد رئيس البلدية التحذير من مخططات الاحتلال بفرض أمر واقع على الأرض بإقامة نواة للمستوطنين في تلك المنطقة، مستغلا الأعياد اليهودية بهدف تهويد المنطقة عبر رصد عشرات ملايين الشواقل.
وتابع "أتمنى التحرك قبل فوات الأوان، وقبل أن نقول كان هناك موقع أثري لنا، وقد أصبح اليوم بيد المستوطنين".
حرب شرسة
وتتعرض بلدة سبسطية لحرب وجودية في مواجهة مخططات حكومات الاحتلال، وخاصة الحكومة الحالية التي يسيطر عليها المستوطنون، للحفاظ على عشرات المواقع الأثرية في البلدة، والتي تروي تاريخ حضارات وثقافات ممتدة على أكثر من 3 آلاف عاما.
ويعد المشروع التهويدي الأخاير هو أحدث حلقات هذه الحرب، تحت مزاعم الحفاظ على المواقع الأثرية بالضفة وحمايتها وصيانتها، بذريعة أن الكثير من المواقع الأثرية الفلسطينية تضررت، علما أن سلطات الاحتلال تمنع الفلسطينيين حتى من تنظيف وصيانة آلاف من المواقع الأثرية أو الوصول إليها ودخولها.
ويعد مخطط الاحتلال للسيطرة على المواقع الأثرية أحد أخطر آليات الاحتلال لتهويد الأرض وتزوير التاريخ وطمس الحضارات، حيث لا تكتفي المؤسسة الإسرائيلية بصياغة وبناء الرواية التوراتية، بل خلقها وتثبيتها على أرض الواقع.