كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، دعا لإحداث تغيير في الواقع القائم في المسجد الأقصى من خلال افتتاحه أمام المستوطنين اليهود بشكل دائم وعلى مدار الساعة.
يأتي طلب بن غفير في ظل سلسلة من الحوادث بين المستوطنين وأفراد قوات الاحتلال والفلسطينيين أعادت إلى الأذهان الوضع المتوتر في المنطقة.
نير حسون مراسل الصحيفة أكد أنه "كما هو الحال في كل عيد للعرش لدى اليهود، فقد شوهدت صور احتفالية لعشرات الآلاف من اليهود ملفوفين بالزي الديني، ويشاركون في مراسم حائط البراق في الأقصى، صحيح أن الأحداث الكبيرة مرّت بهدوء، لكن في المدينة القديمة، وحول الساحة والاحتفالات، صدرت أصوات أخرى، ومنها بن غفير".
حازكي باروخ مراسل القناة السابعة التابعة للمستوطنين نقل ما قالت إنها "رسالة بعث بها بن غفير إلى أعضاء الكنيست من حزبي الليكود والصهيونية الدينية، شركاءه في الائتلاف اليميني الحاكم، يطالبهم فيها بالعمل على دعم توجهاته الجديدة الخاصة بزيادة اقتحامات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى، زاعما أن رأيي كان سابقاً، ولم يتغير، ومفاده أن المسجد الأقصى يجب أن يكون مفتوحا لليهود 24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع، وأن الصلاة فيه يجب أن تكون ممكنة".
وأضاف أنه "في الأشهر التي قضيتها في الوزارة، لاحظت هناك تغييرا "للأفضل" منذ فترة طويلة، ولا يخفى على أحد أن لدي صراعات في مجلس الوزراء على خلفية التقدم في موضوع المسجد الأقصى؛ وأتوقع منكم الاتصال برؤساء أحزابكم لمنحي دعمهم لطلباتي المتكررة هذه، وبشكل عام، لدي انطباع بأن سياستي متغلغلة، والشرطة وجميع مستويات المنطقة من أول شرطي إلى آخر شرطي، ورغم أنه ليس دائمًا بوتيرة سريعة، لكنهم ينفذون الأشياء التي حددتها".
وأشار إلى أنه "بناءً على ذلك، أنتقل للتقدم المستمر في موضوع المسجد الأقصى، وسأواصل العمل في هذا الشأن، وإنني أؤيد انعقاد مجلس الوزراء بشكل فوري وإجراء نقاش حول فتح المسجد الأقصى 24/7 لليهود، وأنا متفائل جدًا بذلك، كما أن وزراء الصهيونية الدينية والليكود الموجودين في الحكومة سيدعمون هذه الخطوات، رغم أنهم أنفسهم يعارضون اقتحام الأقصى".
وأوضح أن "أعضاء الكنيست من حزبي الصهيونية الدينية والليكود بعثوا برسالة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير، ومفوض الشرطة كوبي شبتاي، ورئيس لجنة الأمن القومي تسفيكا فوغل، يطالبون فيها بتغيير السياسة تجاه المقتحمين اليهود للمسجد الأقصى، ومن بين الموقعين: سيمحا روثمان، أريئيل كيلنر، تالي غوتليب، أوهاد تال، عاميت هاليفي، ودان إيلوز".
تأتي هذه الدعوات الإسرائيلية لـ"شرعنة" اقتحامات الأقصى على مدار الساعة، رغم تحذيرات موازية في الوقت ذاته أكدت أن هذا السلوك من شأنه التسبب بصدور إدانات من الولايات المتحدة والعواصم الكبرى، التي أكدت أن أي عمل أحادي من شأنه أن يعرض الوضع الراهن للخطر، ولا يمكن التسامح معه.
شالوم يروشالمي ذكر في موقع زمن "إسرائيل"، أن "واشنطن واضحة بتحذيرها من "حرب دينية"، كما استنكرت "غزو ابن غفير للأقصى"، وكذلك حذت الأردن حذوها، ومصر وتركيا وقطر والسعودية والجامعة العربية، ونتيجة لاستمرار اقتحامات الأقصى، فقد دخلت "إسرائيل" في حالة توتر، لأن كل ما يحدث فيه وصفة للحرب، وبات من الصعب إحصاء جميع الأحداث الدامية والحروب والعمليات التي انفجرت بسبب الأقصى، وأثبتت التجارب أن كل شيء قد يحدث بسبب حدث صغير، والاقتحام القادم قد يشعل حربا كبيرة".
وأضاف، أن "الحكومة مطالبة بوقف اقتحام الأقصى المتكرر من قبل المستوطنين اليهود وساستهم ووزرائهم، لأنه في إحدى المرات سألت رئيس الوزراء نتنياهو لماذا لا يقتحم الأقصى مطلقًا، فأجابني: "عندما أحتاج إلى اتصال روحي، أذهب إلى نفق حائط البراق الذي حفرناه عام 1996، وطالب بأن يفرض هذا الحل على وزرائه وأعضاء الكنيست لديه، بدل الوضع القائم، حيث أصبح بن غفير هو الذي يفرض حلولاً غير معقولة على رئيس الوزراء".
ومع توالي التوترات الأمنية بسبب استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، هناك اعتراف بأن المخاطر التي تنتظر منه لم يتم الكشف عنها بالكامل بعد، مما يمكن أن يكون أعظم إخفاق للحكومة اليمينية الحالية، بالتزامن مع وجود بن غفير المهتم بتفجير الأحداث، وليس تهدئتها، حيث ضغط من أجل السماح لليهود باقتحام الأقصى، مع وجود قناعات إسرائيلية تتواتر بأن استمرار العبث في الأقصى يعني أن الاحتلال سيكون في مأزق حقيقي حقًا، وما يجب أن يكون واضحا أن انهيار الوضع الراهن في الأقصى يعمل أولا ضده، ومن المشكوك فيه أن تكون حكومة اليمين الفاشي قادرة على الوصول لرؤى عقلانية بهذا الشأن.