18.33°القدس
17.95°رام الله
17.75°الخليل
23.28°غزة
18.33° القدس
رام الله17.95°
الخليل17.75°
غزة23.28°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: لعبة الكراهية

تتنافس وسائل الإعلام المصرية المعارضة لرئيس الجمهورية في اتهام الإخوان المسلمين، والرئيس مرسي بالتبعية للقرار الأمريكي وأنهم يستمدون وجودهم من تفاهمات مسبقة لهم مع الإدارة الأمريكية يتم بموجبها الحفاظ على أمن (إسرائيل)، وحماية المصالح الأمريكية في المنطقة. والخلاصة التي يخرج بها المستمع للأخبار والحوارات الموجهة أن الإخوان (عملاء لأمريكا). المواطن العربي يكره أمريكا كما يكره (إسرائيل)، وبالتالي فإن المواطن العربي يكره كل رئيس حزب أو جماعة تتعاون مع أمريكا، ومن ثمة فإنه من السهل لنشر الكراهية ضد الإخوان القول إنهم عملاء لأمريكا، وهذه لعبة قديمة جديدة، ففي عهد عبد الناصر الذي أطاح بالإخوان في 1965، قال لأنهم عملاء أمريكا! واليوم تحاول الثورة المضادة، والإعلام الخاص المضاد أن يطيحا برئاسة محمد مرسي وشعبية الإخوان من خلال وصفهم بأنهم عملاء أمريكا. الفارق بين 1965 و2013م، هو في تطور الوعي المصري، حيث لم يعد المصري يتقبل الاتهام لأحد بغير بينة ودليل, لقد اكتشف المصري من خلال سنوات المحنة كذب إعلام عبد الناصر، لذا فهو لا يتقبل كذب إعلام الثورة المضادة، وإعلام رجال مبارك ( لأن من تقرصه الحية يخاف من جرة الحبل) كما يقولون! بالأمس القريب كذّب جون كيري وزير خارجية أمريكا إعلام الثورة المضادة دون أن يقصد ذلك، من خلال قوله:" إن لدى الرئيس أوباما والإدارة الأمريكية قلقاً فعلياً حيال المسار الذي تسلكه مصر، نأمل أن يكون الوقت مازال متاحاً لتغيير المسار.ولكن الاعتقالات الأخيرة، وأعمال العنف في الشوارع، وواقع المعارضة ليست مشمولة بالعملية السياسية، كل هذا يشكل مبعث قلق." حزب الحرية والعدالة انتقد كيري، ووصف أقواله بأنها تدخل صريح في الشأن الداخلي المصري، وهذا يعني أن الإخوان يقفون على نقيض السياسة الأمريكية، وليسوا أصدقاء كما يزعم إعلام الثورة المضادة. تصريحات كيري تدافع عن المعارضة المصرية وعن الثورة المضادة، ولا تدافع عن محمد مرسي، بل هي من تعرب عن قلقها من حكمه وحكم الإخوان، وتطالب بإشراك المعارضة في العملية السياسية، ووقف اعتقال من اعتقلوا في أحداث المقطم. أمريكا تنشر مظلة حماية على المعارضة وعلى الثورة المضادة، وتضغط على الإخوان وعلى محمد مرسي، وهذا في حد ذاته كافٍ لإسقاط اتهامات الإعلام المضاد للإخوان بأنهم عملاء لأمريكا. أمريكا يمكن أن تكون صديقة لليمين الليبرالي، ويمكن أن تكون صديقة لليسار الاشتراكي، ولكنها لن تكون يوماً صديقة للإخوان المسلمين أو لأي من الحركات الإسلامية التي تتبنى الإسلام منهجاً وحياة. ولكن من يريد شيطنة الإخوان، يكفيه أن يتهمهم بالعمالة لأمريكا، لأن أمريكا في العالم هي الشيطان الأكبر، وأمريكا تقبل هذه الاتهامات لأنها معنية بشيطنة الحركات الإسلامية.