أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري، صباح اليوم الخميس، أنّ المحادثات التي تجريها كل من قطر ومصر حول تفاصيل الخطة التنفيذية لاتفاق الهدنة الإنسانية في غزة بين إسرائيل وحركة حماس "مستمرة، وتسير بشكل إيجابي".
وأكد الأنصاري، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، أنّ الإعلان عن موعد بدء سريان اتفاق الهدنة التي جرى التوصل إليها سيتم خلال الساعات المقبلة.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية أنّ "العمل مستمر مع الطرفين ومع شركائنا في مصر والولايات المتحدة، لضمان سرعة البدء بالهدنة وتوفير ما يلزم لضمان التزام الأطراف بالاتفاق".
من جهته، قال وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي، لشبكة "سي أن أن" الأميركية، مساء الأربعاء، إنه سيكون هناك التزام من كل طرف بأن يتم الإفراج عن عدد من الأسرى في كل يوم، مؤكداً أنه سيتم التحقق من تنفيذ الالتزام كل يوم، وأشار إلى أنه سيتم خلال الأيام الأربعة من الهدنة استكمال إطلاق سراح النساء والأطفال من كلا الجانبين ونقلهم إلى الجانب الآمن.
وأوضح أنه بحلول الساعة الأولى من الهدنة "سيتم إخطارنا بالقائمة الرسمية للأشخاص الذين سيتم إطلاق سراحهم في كل يوم. ومن خلال الحصول على تلك القائمة، سنخطر الأطراف أنفسهم أو البلدان التي لديها رهائن في قطاع غزة حالياً".
وأضاف "لأن الرقم كبير، فسنحاول العمل لكي يتفق الطرفان على إتمام الإفراج عن الأسرى بشكل منظم في كل يوم"، مشيراً إلى أن الاتفاقية تركز على وجه التحديد على النساء والأطفال المدنيين من الجانبين.
وأكد وزير الدولة القطري أنّ "الاتفاقية تحتوي على عنصرين رئيسيين؛ الأول هو إطلاق سراح الرهائن، والثاني يتعلق بتقديم المساعدات الإنسانية المطلوبة، ليس فقط بالكمية بل بنوعيتها أيضاً. أحد المكونات الأكثر إثارة للاهتمام في الوصول إلى المساعدات الإنسانية هو الوقود. الوقود كان قضية محل نقاش في وقت مبكر من الصراع. لقد تمكّنّا الآن من تأمين الوقود الذي سيتم توفيره للبنية التحتية الحيوية مثل المستشفيات وغيرها".
وقال مصدر فلسطيني مطلع على مباحثات اتفاق الهدنة، لوكالة فرانس برس، اليوم الخميس، إن التأخير في بدء سريان الهدنة "له علاقة بتفاصيل اللحظات الأخيرة المتعلقة بتفاصيل حول أسماء الأسرى الإسرائيليين وآلية تسليمهم".
وأوضح "خلال ساعات النهار اليوم من المفترض أن يتم الاعلان من قطر بالتنسيق مع الوسطاء في مصر والأميركيين عن موعد بدء تنفيذ الهدنة وتحديد ساعة الصفر لدخولها حيز التنفيذ".
وكان مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي قد قال، في وقت سابق، إنّ إطلاق سراح المجموعة الأولى من "الرهائن" بموجب اتفاق تبادل الأسرى مع حركة حماس لن يتم قبل يوم الجمعة.
وأضاف هنغبي أنّ "المفاوضات بشأن إطلاق سراح الرهائن مستمرة طوال الوقت"، و"بداية إطلاق سراحهم ستتم وفقاً لما هو مقرر وليس قبل يوم الجمعة".
ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الخميس، عن مصدر سياسي لم تسمه، قوله إنه سيتم إرجاء وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي كان مخططاً له أن يبدأ في الساعة 10:00 من صباح اليوم بتوقيت القدس المحتلة، وذلك في ظل عدم خروج صفقة الأسرى إلى حيز التنفيذ.
وقال المصدر: "لا توجد هدنة، هناك حرب. لا يوجد تخطيط لوقف إطلاق النار طالما لا يوجد موعد متفق عليه لتنفيذ المخطط (الصفقة)".
واليوم الخميس، نقل موقع "والاه" الإسرائيلي عن مسؤولين مطّلعين على تفاصيل الصفقة لم يسمّهما قولهما إنه "لا تزال هناك بعض الأمور العالقة التي يتعيّن حلها قبل أن يتم تنفيذ الصفقة، خاصة ما يتعلق بتفاصيل آلية إطلاق سراح المحتجزين والجوانب العملية لذلك.
وذكر الموقع أنّ إسرائيل توقّعت الحصول، مساء أمس الأربعاء، على قائمة بأسماء المحتجزين الذين كان من المتوقع إطلاق سراحهم اليوم، لكن هذا لم يحدث.
ونقل الموقع عن مسؤول في مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قوله "نقدّر بتفاؤل حذر أن يتم إتمام الاتفاق خلال 24 ساعة. وحتى ذلك الحين لا يوجد وقف لإطلاق النار والحرب مستمرة كالمعتاد".
وأشار "والاه" إلى خيبة أمل عائلات المحتجزين الإسرائيليين من إدارة الحكومة للأزمة، لأنهم لم يعرفوا عن إرجاء الصفقة إلا من خلال وسائل الإعلام.
ونقل الموقع عن أحد الإسرائيليين الذي توجد زوجته وابنته في غزة: "بعد يوم مرهق للأعصاب، مرة أخرى تلقينا الأخبار عبر وسائل الإعلام. لا أفهم ما هي المشكلة في إبلاغ العائلات أولاً؟ في جميع الأحوال الوضع ليس ممتعاً بالنسبة لنا"، مخاطباً المسؤولين الإسرائيليين: "تحدّثوا إلينا. نحن لا نعضّ. بالأساس لأنه لم تعد لدينا قوة لذلك".