كشفت مصادر مصرية مطلعة على تحركات القاهرة بشأن وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، عما سمته بـ"انطلاق مسيرة مفاوضات صفقة تبادل أسرى جديدة لكنها لا تزال في مراحلها الأولية".
وأوضح أحد المصادر أن "انطلاق المفاوضات يعني أن هناك رغبة إسرائيلية وأفكار لعرضها على الجانب الآخر عبر الوسطاء"، مضيفاً أن "ما يحدث هو تطور كبير كنا بعيدين عنه خلال الأيام الماضية".
وأوضح المصدر أنه "عُرض على حركة حماس -عبر الوسطاء-، خلال الأيام الماضية، مقترحات أولية بشأن صفقة تبادل أسرى يتخللها هدنة إنسانية، لكن حماس أبلغت الوسطاء موقفها بشكل واضح، بأنها ترفض التعاطي مع أية مقترحات أو محاولات دون أن تتضمن وقفاً كاملاً لإطلاق النار قبل بدء المفاوضات".
وأوضح المصدر أن ما يحدث خلال اليومين الماضيين يمكن وصفه بـ(معركة عض أصابع) في محاولة للحصول على موافقة على شروط الصفقة، مشيراً إلى أن "تسريب الأخبار المتعلقة ببدء تجهيزات غمر الأنفاق بمياه البحر من جانب الاحتلال الإسرائيلي، هدفها دفع حركة حماس للذهاب إلى مائدة المفاوضات سريعاً، وخاصة بعد تكثيف حماس وبقية الفصائل الفلسطينية عملياتها العسكرية ونشاطها الإعلامي، في بث مقاطع العمليات المكثفة خلال اليومين الماضيين، الذي يسبب المزيد من الضغط المتتالي على مجلس الحرب الإسرائيلي أمام الشارع، لوقف الحرب، خاصة مع تحول في مواقف بعض الدول الداعمة لإسرائيل مؤخراً".
وفي التفاصيل، كشف المصدر أن "اتصالات مصرية إسرائيلية تجري بشكل يومي لمتابعة التطورات الميدانية، سواء تلك المتعلقة بحركة مرور المساعدات عبر معبر رفح، أو الأخرى المرتبطة بالأوضاع الأمنية على الحدود، سواء بين سيناء وقطاع غزة، أو مصر والنقب"، كاشفاً أيضاً عن أن مصر "رصدت مجموعة من الخروقات مرتبطة بعمليات جمع المعلومات التي تقوم بها إسرائيل وكذلك أطراف أوروبية داعمة لها، تجاوزت الشريط الحدودي إلى داخل الأراضي المصرية".
ولفت المصدر، إلى أن "هناك جهودا حثيثة من الوسطاء لنقل المفاوضات إلى مرحلة تالية، بعودة فرق التفاوض المباشرة إلى الدوحة مجدداً"، متوقعاً في الوقت ذاته أن "تساهم زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، إلى إسرائيل، في التعجيل بزيارة مدير وكالة الاستخبارات الأميركية، وليام بيرنز، إلى المنطقة مجدداً لاستكمال جهود عقد صفقة جديدة".
وكانت القناة 13 الإسرائيلية أفادت، مساء أمس الأربعاء، بأن رئيس "الموساد" ديفيد برنيع، تقدم خلال جلسة عُقدت في الأيام الأخيرة باقتراح السفر إلى قطر برفقة اللواء نيتسان ألون، قائد الجهد الاستخباراتي المسؤول عن ملف الأسرى والمفقودين، من أجل تحريك صفقة جديدة بين إسرائيل وحركة "حماس"، لكن مجلس الحرب وعلى رأسه رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قرر عدم السماح بمثل هذه الزيارة، وطالب بعدم توجه مسؤولين إسرائيليين كبار إلى الدوحة، ونقلت القناة عن مسؤول سياسي إسرائيلي، لم تسمّه، قوله "لن نتوجه إلى قطر في الوقت الحالي، والقرار هو أن نستمع إلى العروض في حال جاءت".
في مقابل ذلك، أصدرت عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة بياناً عبرت فيه عن "استغرابها" من قرار الحكومة بـ"تأجيل رحلة رئيس الموساد لصياغة مخطط لصفقة تفضي للإفراج عن المحتجزين في غزة". وطالبت العائلات بـ"توضيح فوري من رئيس الحكومة وأعضاء (كابينيت الحرب)، ودعت إلى تجاوز حالة الجمود في المفاوضات غير المباشرة مع حماس.
وأضافت العائلات في بيانها أنها "تشعر أنه في كل مساء تقام مراسم للعبة الروليت الروسية لقتل الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس"، مشددة على استيائها من حالتي "الجمود واللامبالاة"، وتابعت بأنها "صُدمت بنبأ رفض طلب رئيس الموساد لصياغة اتفاق لإطلاق سراح الرهائن".
وأضافت أن "هذه الرسالة تضاف إلى تجاهل طلبات الأمهات للقاء رئيس الحكومة وطلبات الآباء للقاء وزير الأمن، وحتى الآن لم يتم الرد علينا"، وطالبت العائلات باطلاعها بشكل فوري "على المستجدات في ملف الرهائن، في ظل الركود التام في المفاوضات، فيما يتم إبلاغ الأهالي في كل مساء بمقتل محتجز آخر في الأسر لدى حماس".