كشف محقق في جهاز "الشاباك" الإسرائيلي كان مكلفاً باستجواب القيادي “يحيى السنوار” أثناء اعتقاله في الثمانينات، عن تفاصيل من لقائه المثير مع الرجل الذي قاد حماس وتحول فيما بعد إلى أسطورة والمطلوب الأول لدى الاحتلال بعدما هز أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي.
واعتقلت "إسرائيل" السنوار بتاريخ 20 كانون الثاني\يناير عام 1988 وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 450 عامًا، وتنقل بين عدة سجون؛ منها المجدل وهداريم والسبع ونفحة، وأطلق سراحه بصفقة شاليط “وفاء الأحرار” عام 2011.
وتحدث المحقق ”ميخائيل كوبي” الذي كان يعمل آنذاك كضابط في قضية “يحيى السنوار” عام 1988، في لقاء مع صحيفة “هآرتس” العبرية عن مجريات التحقيق، وقال إن السنوار توعده قائلًا: “أنت تعلم أنه في يوم من الأيام ستكون أنت الشخص الذي سيتم استجوابك، وسوف أقف هنا بصفتي الحكومة، كمحقق، وسأستجوبك”.
وأضاف المحقق أنه كلما تذكر هذه الكلمات فإنها تصيبه بالقشعريرة، لأن هذا الوعد ليس بعيدًا عن الواقع بعد الآن، إذ لو كان يعيش في غلاف غزة “لوجدت نفسي في الأنفاق الآن وجهًا لوجه مع يحيى السنوار”.
قدرات قيادية
وأكد أن “يحيى السنوار” لم يعرف الخوف في التحقيقات، ولم يخف أفكاره بشأن نيته قتل أعضاء الشاباك، وكل ضباط المخابرات، “وشتمنا وهددنا دون خوف”.
مشيراً إلى أن وضعه في الاعتقال لم يؤثر على قدراته القيادية أو تصميمه على التحرك ضد “إسرائيل”.
وعلى العكس من ذلك، استمر السنوار الذي وصفه المحقق بـ”المخيف” في العمل في السجن وتجنيد الأفراد.
ونقلت صحيفة هآرتس عن المحقق، أن الشاباك كان لديه إجماع بالفعل عام 1988، على أن قدرات وشخصية يحيى السنوار ستجعل منه قائدًا يسمع صداه لفترة طويلة.
وكشف محقق الشاباك، فيما يخص العدوان على غزة، أن الشاباك يعمل على مدار الساعة، إذ حققوا في بداية الحرب مع العمال من غزة الذين تم اعتقالهم بعد 7 أكتوبر، ويحققون الآن مع المعتقلين ممن تم اعتقالهم من داخل غزة أثناء الاجتياح.
فن التعذيب الأسود
وكان الباحث الاسرائيلي “مارك بودِن” قد قال في دراسة بعنوان “فن التعذيب الأسود” نشرتها مجلة الدراسات الفلسطينية، عن المحقق الاسرائيلي كوبي، أن المحقق المذكور كان يتمتع بمهارة خاصة في قراءة اللغة الجسدية وتعابير الوجه عند سجنائه، وفي تحسس الكذب. وهو ممثل بارع يستطيع أن يصادق السجين أو يخيفه، على التناوب، وذلك عبر تقليب قطعة نقود معدنية أحيانًا في يده.
وإذ يمزج كوبي هذه المهارات بالحيل التي تعلمها على مر الزمن للتلاعب بالناس، فهو لا يكتفي بالتحقيق مع سجنائه، بل يقوم أيضاً بتنسيق استسلامهم العاطفي لكن ذلك لم ينفع فيما يبدو مع شخصية استثنائية وفذة كالسنوار.