أكد الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق أن إقدام الاحتلال الإسرائيلي على اغتيال الشيخ صالح العاروري، وهو أول اغتيال لشخصية سياسية قيادية لحركة حماس بالخارج هو محاولة منه لتسويقه صدمة لقيادتها، "وهذا لم ينجح، بل بدده خطاب رئيس المكتب السياسي اسماعيل هنية بعد دقائق من العملية".
وأوضح في حديث صحفي أن العملية كانت بضوء أخضر ومتابعة أمريكية، "إذ لا يمكن أن تتصرف "إسرائيل" بلا تنسيق، من جهة، ومن الجهة الأخرى فالعملية تعزز القناعات بفشل الاحتلال في تحقيق أي من أهدافه المعلنة خلال العدوان على غزة".
وتابع "العملية كانت محاولة لتخدير الشارع الإسرائيلي، "وهذا لم ينجح؛ لأن أهداف الحرب لم يتحقق منها شيء".
ويرى القيق أن "هذا اغتيال عابر للحدود دلالة فشل في غزة وإخفاق في قرار فصل الساحات، ومحاولة استدراج لمسرح جديد فيه حسابات متداخلة، فالتوقيت هذه المرة بالشخصية والزمان والمكان مرتبط بخطة الاستدراج بمقاييس ومعايير المفتاح الإقليمي والتداعيات الدولية".
واستدرك "رسالة الاغتيال للضفة الغربية كونه مسؤول ملفها، ولحماس كون المواجهة معها، ولحزب الله بجغرافيا الاغتيال في بيروت، وهذا ستفهمه تلك الأطراف على طريقتها كون قرار المقاومة لم يعد ردة فعل وإنما استراتيجية وهذا مؤرق "لإسرائيل".
ويوضح أن الذي تغير بعد الاغتيال هي قواعد اللعبة خارج الحدود بما فيها الشمالية، والضفة الغربية التي تعاني أصلا ضعف المقاومة منذ ١٢ عاما.
ويشدد على أن إسرائيل فقدت استراتيجية المعركة وبات سلاحها ردة فعل واستفزازا، ما ينعكس على شكل الضفة المقاوم بعد ٢ يناير وتشكل قيادتها، حيث أن "إسرائيل" تعتبر الاغتيال سياسة ناجحة في الضفة أخمدت مقاومة، فهل ستكون حساباتها هذه المرة خاطئة؟!