نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن مصادر أمنية إسرائيلية، بأنّ حركة حماس في شمال قطاع غزة، بدأت عملية إعادة بناء كتائبها التي أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق، تمكّنه من تفكيك قدراتها العسكرية.
ويلاحظ الجيش الإسرائيلي محاولة حركة حماس إعادة تأهيل الكتائب المقاتلة في القطاع، وإعادة بناء هيكلة جزء من الكتائب، وفق ما أوردته الصحيفة.
ولفتت إلى أنه في الأسابيع الأخيرة بدأ جيش الاحتلال تقليص قوات الاحتياط المتواجدة في شمال القطاع، وفي الأيام الأخيرة بدأ أيضاً بتقليص القوات النظامية ومن بينها قوات "لواء غولاني" والمدرعات والوحدات الخاصة.
وبقيت الفرقة 162 في شمال القطاع في محاولة لفرض سيطرة أمنية على المكان، الذي تقول الصحيفة إنّ الكتائب القوية في حركة حماس ومن بينها الشاطئ والشجاعية وجباليا، هي التي كانت تحمي المنطقة قبل العملية البرية الإسرائيلية.
وسبق أن أعلن جيش الاحتلال وجهاز الاستخبارات الداخلية "الشاباك"، تصفية عدد من القيادات العسكرية في هذه الكتائب. وفي الأسابيع الأخيرة، منذ بدأ الجيش تقليص قواته في منطقة مخيم الشاطئ للاجئين ومدينة غزة، تعمل حماس، وفق الصحيفة العبرية، على إعادة بناء وتأهيل كتائبها، في محاولة لتعزيز قوتها الحربية في مواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي في شمال القطاع.
تجدد في قيادة حماس شمالي القطاع
ونقلت "هآرتس" عن مصادر أمنية إسرائيلية لم تسمّها، أن حركة حماس بدأت بتعيين ضباط وقادة جدد للكتائب في مكان من استشهدوا خلال الحرب، كما تحاول الجمع بين مقاومين في الحركة كانوا ينتمون إلى كتائب مختلفة.
وتابعت "هآرتس" أن سلاح الجو وجنود اللواء الخامس هاجموا مخيم الشاطئ بعد أن كان جيش الاحتلال قد أعلن استكماله احتلال المنطقة، و"وجه ضربات إلى الكتيبة على نحو لا يمكّنها من القتال".
وأعلن جيش الاحتلال، أنّ قواته عادت إلى العمل العسكري في مخيم الشاطئ، وأنها قتلت مقاومين ودمّرت بنى تحتية للمقاومة.
وحذّر رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هليفي، هذا الأسبوع، المستوى الأمني الإسرائيلي، خلال جلسة مغلقة، أشارت إليها وسائل إعلام عبرية، من أنّ عدم وجود استراتيجية لما يُسمى "اليوم التالي" للحرب على قطاع غزة، يهدد "إنجازات الجيش"، محذراً: "قد نضطر للعودة والعمل في المناطق التي أنهينا القتال فيها".
ونقلت الصحيفة أقوال مسؤول أمني كبير، لم تسمّه، طُلب منه في الآونة الأخيرة عرض موقف الجيش الإسرائيلي على المستوى السياسي، في ما يتعلق بحجم الضرر اللاحق بحماس، إذ قال المسؤول: "الجناح العسكري لحماس تلقّى ضربة قوية جداً. خروج القوات الآن وإنهاء الحرب سيسمح لحماس بتضميد الضربات في جناحها العسكري على نحو يمكّنها من مواصلة تهديد الجيش الإسرائيلي وبلدات غلاف غزة".
وفيما حاول جيش الاحتلال الإسرائيلي التقليل من أهمية إطلاق حماس رشقة صاروخية، أول أمس الثلاثاء باتجاه "نتيفوت" في الجنوب، نقلت الصحيفة عن مصادر أمنية اعتقادها أنّ إطلاق هذه الرشقة "يدل على التجدد في قيادة وسيطرة حركة حماس في شمال القطاع، حتى لو لم يكن ذلك بنفس القدرات التي كانت لدى المنظمة قبل الحرب".