تظاهر مئات من الإسرائيليين قرب مقر إقامة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في القدس المحتلة، بعد وقت قصير من بث كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، شريط فيديو لأسير إسرائيلي، تضمّن هجوماً على القيادة السياسية الإسرائيلية، وعلى رأسها نتنياهو، بسبب فشلها يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وذلك بعد مرور 200 يوم دون إطلاق سراحه. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إن "مئات عدة من المتظاهرين ألقوا مفرقعات نارية وأشعلوا النيران في الشارع المؤدي إلى مقر إقامة نتنياهو في القدس"، للمطالبة بصفقة أسرى مع حماس.
وفي وقت لاحق، اندلعت مواجهات بين المتظاهرين والشرطة الإسرائيلية، استخدمت خلالها الأخيرة خراطيم المياه لتفريق المحتجين. ووصفت إذاعة جيش الاحتلال ما يجري في شارع الملك جورج في القدس بـ"الجنون"، فيما أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بأن "النيران والمفرقعات على بعد 200 متر قرب منزل نتنياهو. تظاهرة عاصفة في إسرائيل بعد نشر حماس فيديو محتجز إسرائيلي".
وقالت إذاعة جيش الاحتلال إن مئات المتظاهرين حاصروا معبدا كان فيه وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي أصر على المرور من الطريق الذي يشهد التظاهرات رافضا طلب الشرطة الخروج من طريق آخر. ولحظة خروجه، تعرض بن غفير للهجوم من قبل المتظاهرين قبل تدخل الشرطة.
وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن مئات المتظاهرين تجمعوا قرب المبنى الذي كان في داخله بن غفير برفقة وزير التراث عميحاي إلياهو والحاخام المتطرف بنتسي جوفشتاين. وأضافت أن الشرطة أخلت بن غفير من المكان بعد أن طالب عناصرها بتأمينه. وبالفعل، حالت الشرطة دون وصول المحتجين إلى الوزير المتطرف بعدما أحاطوا بسيارته ورددوا هتافات استهجان بحقه، بينها "العار لك". واستخدمت الشرطة وسائل تفريق المتظاهرين، بما في ذلك المياه العادمة، وفق المصدر ذاته.
وقال الأسير الإسرائيلي هيرش غولدبيرغ، في المقطع المصور، إنه أُسر بينما كان يشارك في حفل "نوفا ريعيم" واضطر لحماية نفسه وآخرين، "لأنه لم يوجد أحد ليحمينا في ذلك اليوم"، مضيفاً: "نتنياهو وحكومته يجب أن تخجلوا من أنفسكم لأنكم أهملتمونا مع آلاف المواطنين. يجب أن تخجلوا من أنفسكم لترككم إيانا 200 يوم".
ومضى بالقول: "كل جهود الجيش باءت بالفشل. تفجيرات سلاح الجو قتلت 70 أسيراً مثلي. أيضاً يجب أن تخجلوا من أنفسكم لأن كل الصفقات التي عرضت عليكم رفضتموها". وتابع: "بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته، في وقت أنتم تعقدون فيه حفلات الغداء مع عائلاتكم فكروا في المعتقلين في جهنم تحت الأرض من دون ماء ولا أكل ولا شمس ومن دون العلاج الذي أحتاجه منذ مدة طويلة".
وطلب الأسير من رئيس الحكومة وأعضاء مجلس الحرب أن يفعلوا "ما هو متوقع منهم" لإعادة المحتجزين إلى بيوتهم. وقال: "آن الآوان لتسليم المفاتيح وإخلاء الوزارات ولتجلسوا في بيوتكم". كذلك دعا الأسير عائلته إلى عدم التخلي عنه والاستمرار في التحرك حتى إطلاق سراحه.
من جانبها، قالت عائلة الأسير بعد مشاهدتها الفيديو والسماح بنشره: "صرخة هيرش هي صرخة جميع المختطفين. لم يعد لدى إسرائيل المزيد من الوقت لتضيعه، يجب وضع المختطفين قبل كل شيء، فمن دونهم لن تكون لإسرائيل قيامة ولن يكون هناك نصر، تجب إعادة الجميع إلى ديارهم؛ الأحياء من أجل إعادة التأهيل. المقتول من أجل دفنه". وهذه ليست المرة الأولى التي تنشر فيها كتائب القسام مقاطع فيديو لأسرى إسرائيليين لديها، إذا عمدت إلى نشر العديد من المقاطع خلال الحرب للضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي وتفنيد رواياتها بشأن الأسرى.
وشهدت تل أبيب، مساء الثلاثاء، تظاهرات حاشدة نددت بعرقلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس يفضي إلى إطلاق سراح الأسرى المحتجزين في غزة منذ 200 يوم. ووفق قناة "كان" التابعة لهيئة البث (رسمية)، "أغلق أهالي المختطفين وناشطون آخرون شارع الملك جورج من ناحية (شارع) ديزنغوف". وردد المحتجون في مسيرة احتجاجية، حسب القناة، هتافات نددت بعرقلة نتنياهو التوصل إلى صفقة مع حركة حماس لتبادل الأسرى، منها: "نتنياهو تخلى عن المختطفين، ولم يعدهم". أيضاً حملوا لافتات مكتوباً عليها عبارات مثل: "خلاص الأسرى بأي ثمن"، و"صفقة الآن".