19.43°القدس
19.03°رام الله
18.3°الخليل
23.42°غزة
19.43° القدس
رام الله19.03°
الخليل18.3°
غزة23.42°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: أصدقاء "إسرائيل" في القاهرة(2)

1- استثمار الوقت في التجنيد لم تضيع "إسرائيل" وقتاً منذ إنشائها، فقد عملت على اختراق المجتمعات العربية والدول العربية والأنظمة العربية، وحققت نجاحات مذهلة تفوق الخيال، فجندت من يعمل لها على كل المستويات ومن كل الطبقات ومن كل الفئات، بل إن بعضهم يتفانى في مشروعها وخدمتها ويخلص في ذلك كل الإخلاص، وأتاحت لها فرصة الحلول السلمية والمعاهدات وتبادل السفارات مع بعض الدول العربية أتاح لها ما لم يكن متاحاً، وأتاحت المفاوضات فرصة ذهبية لاكتشاف الشخصيات واختراقها في كثير من الأحيان. ومذ وطأت أقدام الصهاينة قاهرة العز عاصمة العرب وزعيمة القوة العربية التي أفسدها ودمرها حكم العسكر وبالذات السادات ثم باراك مبارك، وكان السفير ليس مجرد موظف يعمل في النطاق الدبلوماسي والسياسي والبرتوكولي، لا وإنما هو في الغالب من عناصر الموساد المدرب على الاختراق والتجنيد وجمع الأنصار وجمع المعلومات ونشر الفتن وبث الشائعات، وتوزيع الأدوار والمهمات، واكتشاف ضعفاء النفوس موتى الضمائر ليتم تجنيدهم لعبادة الشيطان؛ أعني خدمة "إسرائيل". وإذا علمت أن صهر الرئيس عبد الناصر وسكرتيره سامي شرف ومسؤول مشروع التصنيع الحربي العربي، الذي لم ير النور وضيع عشرات الملايين، أقول تعجب إن علمت أن اليهود سربوا عند موته المفاجئ والمشبوه في لندن أنه كان يعمل لهم ولحسابهم. وإذا علمت أن سكرتير عرفات وضع أجهزة التنصيت في المنضدة والمصباح الذي يكتب عليه ويجلس عليه عرفات، وكان يبث صوت وصورة أولاً بأول كل ما يفكر به ويكتبه. حتى إن عرفات كان يفاجأ عندما يكلمه "بيريس" أو غيره في مسائل كان يفكر فيها مجرد تفكير. هذا الشخص اسمه عدنان ياسين (أبو هاني) وهو الذي دبر اغتيال الأبطال الثلاثة في قبرص وهم أبو جواد سلطان التميمي وأبو حسن محمد البحيصي ومروان الكيالي رحمهم الله. وعندما اكتشف ضغطوا على عرفات ألا يحاكم، ثم أطلق سراحه. وعباس أعاد سكرتيره معه لعبة عرفات فوضع له الأجهزة في مكتبه، مع أن عباس لا يحتاج إلى أجهزة فهو جهاز جاهز أجهز الله عليه. وإذا قرأت ما يسمح برشحه من كتب كتبها كبار قادة جهاز الموساد، تعجب من كم المعلومات، وصحيح أن قسماً منها جاء على الطريقة الأمريكية من صناعة "رامبو"، لكن الحقيقة أنهم اخترقوا العالم العربي اختراقات أخطر من كل التصورات والتوقعات. وهل يخطر ببالك أن الذي درب الشخص الذي صدعوا رؤوسنا ببطولاته الخارقة من خلال المسلسلات المصرية رأفت الهجان 1 و2 و3.. الخ كان مجنداً للموساد، وهو بدوره جند الفنانة سندريلا أعني سعاد حسني وقد تزوجها، وكانت عملية للمخابرات المصرية، وتم قتلها على يدهم لأنها مستودع أسرار، إذ كانوا يرسلونها للشخصيات العربية ويسقطونها.. تاريخ أسود قذر. وسجل حافل بكل أنواع الشرور، وأجهزة ينفق عليها من دم الشعب وقوته ثم لا حصيلة ولا مردود. والآن نعود إلى كتاب أصدقاء "إسرائيل" في القاهرة. 2- عود إلى أصدقاء "إسرائيل" قلت في مقالة سابقة إن هذه الصفحات في هذا الموضوع هي قبسات من كتاب محمود عبده: "أصدقاء إسرائيل في مصر" الجزء الأول وقد كتبت عنه مجلة الأهرام العربي تحقيقاً بعنوان: فضائح عشاق الصهاينة في مصر القائمة الكاملة لرجال تل أبيب في القاهرة. (50) شخصية سياسية وفنية ورجال أعمال هناك قادوا التطبيع. وتكلمت هناك عن بعض من شملهم الكتاب من أسماء مثل أنيس منصور من أكبر المثقفين العرب، علماني معتق، صديق للرئيس السادات ومبارك، وعادل إمام أحقر شخصية فنية في تاريخ الفن في مصر، وقد جعل نصب عينيه محاربة الإسلام في كل عمل له، ولا تظنوا أني أبالغ، ومن تتبع أعماله أدرك ما أقول، ولا داعي لاستعراض مخازيه. ولكني من أجواء حديثي عن مقتل البوطي، سأنتقل إلى شخصية الشيخ طنطاوي من بين من تناولهم الكتاب. وبالمناسبة فإن الشيخ طنطاوي أحد مناقشي رسالتي للدكتوراة، ولو بقي في حقل علمه بالتفسير لكان مبدعاً أو قريباً منه، لكنه أبى إلا الانحدار. وهو إن أحسنا الظن أُتي من جهل أمثاله بالسياسة ودهاليزها، وثقتهم بالحكام، وخلع المصطلحات الشرعية عليهم من مثل "أولي الأمر.." والأمراء، والخلفاء، وهذا كله في واد والواقع في واد، فلم إضلال العباد بخلع أوصاف على من لا يحبون مثل هذه الأوصاف؟ نعود إلى سيد طنطاوي وإلى حديث الكتاب والمجلة عنه: وتأخذنا صفحات الكتاب لنجد أمامنا صورة للشيخ طنطاوي وهو يصافح الصهيوني شمعون بيريز بود بالغ. يقول الباحث: للشيخ سيد طنطاوي سجل مليء بالكبوات والعثرات والخطايا فيما يخص القضية الفلسطينية، منها ما قاله في سبتمبر 2005: "لا يوجد في الدين الإسلامي ما يحرم التطبيع مع الدول الأخرى، خصوصاً "إسرائيل" طالما كان التطبيع في غير الدين". أقول: وهذا مع حسن الظن منتهى الجهل من الشيخ بالسياسة بل حتى في ميدان تطبيق أو تنزيل أحكام الدين على الواقع، فأن تحفظ المتون شيء، وأن تحسن تنزيل التنزيل على الواقع شيء آخر، من أين عرف الشيخ أنه ليس في الدين الإسلامي ما يحرم؟ ثم ما عرفه الشيخ بمفهوم ومعاني مصطلح التطبيع؟ هل يعي الشيخ تسرب اليهود إلى الحياة وإفساد كل مفاصلها ومرافقها بدعوى التطبيع؟ هل يعرف الشيخ البنود السرية لكامب ديفيد واتفاقاته المجحفة المشؤومة؟ ولقد قلت في محاضرة في أمريكا بعد "كامب ديفيد" مباشرة أي قبل أكثر من ثلاثين سنة من الآن قلت: إن "إسرائيل" إذا أرجعت سيناء لمصر فإن عينها وأطماعها على مصر كلها. ووقف لي يومها مقاتل مصري أصيب في حرب أكتوبر فهو يسير على كرسي بعجلات، فزحف بكرسيه في قاعة ضخمة إلى أن واجه المنصة وصاح بأعلى صوته: مصر أكبر من كدة يا أستاذ! فقلت: الأيام بيننا، وستبدي لك الأيام ما كان خافياً وما كنت وكنا به جاهلين. فليت الشيوخ إذا تكلموا في السياسة، أو وقفوا مواقف سياسية أولاً، أن يعوا القضية بتفصيلاتها. وأن يعوا ثانياً الفروق بين النصوص في الكتب والواقع، وثالثاً ألا يكونوا مجيّرين للأنظمة؛ لأن الدين حاشا أن يكون مرقاة للأهواء! وقد سمعت شيخاً من إياهم يقول للسادات: إن زيارتك القدس للسلام تشبه زيارة ملكة سبأ القدس بهدف السلام. (الحمد لله على هذا التشبيه)! وسمعت من قال لعرفات: "والله لا أجد شبهاً لحلمك على حماس وعفوك عنهم إلا برسول الله في حلمه على المنافقين!" يا منافق! نعود إلى الطنطاوي: ومن الفتاوى التي أشعلت الدنيا، ما حدث في نوفمبر 2003، ولم تكن انتفاضة الأقصى قد خمدت بعد، وفي لقاء للتلفزيون الإسرائيلي مع الطنطاوي قال بهدوء شديد: "إن العمليات التي يقوم بها المقاومون في فلسطين هي في حقيقتها عمليات انتحارية، تعارض أحكام الإسلام، وإن من يقوم بها يعامل في الآخرة معاملة المنتحر أي يكون من أهل النار". ولن نناقش الشيخ في فتواه المتهافتة والمسيسة، فأنت لا تملك الدبابة ولا المدفع ولا الصاروخ ولا الطائرة، ولكنك تملك أن تحول جسدك مدفعاً وقنبلة فقتلت بجسدك أعداء الله، فهل هذا انتحار؟ الانتحار قتل النفس سخطاً على الأقدار. أما هذا فهو عمليات استشهادية فاعلها في أعلى الجنان ما دامت المسألة رأياً برأي، ولا أملك أنا ولا أنت مفاتيح الجنة. ولكن أليست الأعمال بالنيات والأمور بمقاصدها؟ ثم ألست تريد بهذا القول رضا أعداء الله؟ ثم أين أنت من قراءة "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فبُقتلون ويَقتلون.."؟ ونواصل مع الكتاب والمقالة: يقول: وخلف طنطاوي محمود عاشور وإنه رد على فتوى الشيخ "المنجي" بتحريم الزواج من إسرائيليات، فرأى عاشور جوازه، وقامت الدنيا ولم يعتذر عاشور! ولأصدقاء "إسرائيل" علينا واجب الكشف عنهم في حلقات قادمة!